تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ موقعها المتقدم في المؤشرات الصحية الدولية، حيث أظهرت بيانات مؤشر تغطية الخدمات الصحية الأساسية (UHC) تطورًا لافتًا، امتدادًا لريادة المملكة في تعزيز كفاءة الخدمات الصحية، وترسيخ مكانتها ضمن الدول الأكثر تقدمًا على مستوى مجموعة العشرين والعالم، نتيجة للتحول الصحي الشامل الذي تشهده البلاد في إطار رؤية المملكة 2030، بما يعكس قوة الرؤية في إعادة تشكيل منظومة التنمية في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصحي.
وأشارت البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي إلى أن المملكة حافظت على مسار تصاعدي وتسارع ملحوظ في تغطية الخدمات الصحية الأساسية على مدى العقدين الماضيين، حتى بلغت في التحديث الأخير مستوى 83 نقطة، محققة قفزة نوعية بلغت 9 نقاط خلال عامين، ما وضعها ضمن الدول المصنفة بالتغطية الصحية عالية المستوى، مؤكدة نجاح النموذج الصحي السعودي الحديث وفاعلية التحول الوطني في هذا المجال، وانعكاس أثر السياسات التنموية الشاملة التي أرستها رؤية المملكة على مختلف القطاعات.
ويُعد مؤشر تغطية الخدمات الصحية الأساسية أحد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المعتمدة دوليًا، وهو ما يمنح التقدم الذي حققته المملكة بُعدًا إضافيًا، نظرًا لارتباط هذا المؤشر بجملة من المؤشرات التنموية المهمة، تشمل جودة الحياة، وتمكين الإنسان، وتقليل عبء المرض، والارتقاء بمستوى الرفاه الاجتماعي. كما ينعكس تحسنه إيجابًا على مؤشرات أخرى، من أبرزها متوسط العمر المتوقع، وكفاءة الأنظمة الوقائية، ومستوى إنتاجية المجتمع.
وجاءت هذه القفزة نتيجة نهج متكامل يرتكز على تعزيز الوقاية والرعاية الصحية الأولية، وتوسيع نطاق الفحص المبكر، ورفع جاهزية المرافق الصحية، إلى جانب التحول الرقمي المتسارع عبر المنصات الصحية الوطنية، مما أسهم في تعزيز سهولة الوصول إلى الخدمات، ورفع كفاءة الرعاية، وتحسين التجربة الصحية للمستفيدين.
وانعكست هذه الإصلاحات بشكل مباشر على مؤشرات جودة الحياة والصحة العامة، إذ ارتفع متوسط عمر الإنسان في المملكة من نحو 74 عامًا في عام 2016 إلى قرابة 79.7 عامًا في عام 2025، مقتربًا من الهدف المنشود في عام 2030 البالغ 80 عامًا، في دلالة واضحة على تحسن مستوى الصحة العامة وفاعلية برامج الوقاية والعلاج.
وفي هذا السياق، أكد معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبد الرحمن الجلاجل أن ما تحقق يُعد إحدى ثمار رؤية المملكة 2030 ودعم القيادة الرشيدة – حفظها الله –، مشيرًا إلى أن التطور في المؤشرات الصحية الدولية يعكس الأثر الحقيقي للتحول الصحي الذي تقوده الرؤية، والذي ارتكز على تعزيز الوقاية، وتمكين الرعاية الصحية الأولية، والرقمنة الصحية، إلى جانب تطوير منظومة الخدمات في جميع مناطق المملكة.
وأضاف معاليه أن ما تحقق اليوم، بما في ذلك ارتفاع متوسط عمر الإنسان، هو نتاج عمل تكاملي هدفه الأول صحة الإنسان وجودة حياته، مؤكدًا استمرار المملكة في المضي قدمًا لتحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والاستدامة، وترسيخ مكانتها ضمن الدول الأكثر تقدمًا في المجال الصحي.
ويأتي هذا التقدم ليعزز مسيرة التحول الوطني نحو منظومة صحية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة، يكون محورها الإنسان وهدفها جودة الحياة، بما يعكس التزام المملكة بدورها الريادي في مؤشرات الصحة ضمن دول مجموعة العشرين، ويؤكد الأثر العميق للرؤية الشاملة في رفع أداء القطاعات التنموية كافة.