استعرض اليوم الثالث من ملتقى الصحة العالمي 2025 جهود المملكة العربية السعودية والتزامها المستمر بتعزيز جودة الحياة ودعم برامج إطالة العمر والعافية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن خلال الأنشطة التقنية التفاعلية والجلسات الحوارية حول رفاهية المجتمع، أبرز الملتقى جهود المملكة ومساعيها لبناء مجتمع يتمتع بصحة أفضل وعمر أطول، عبر الابتكار والتعاون والمشاركة المجتمعية الشاملة.
ويُعقد الملتقى برعاية وزارة الصحة وتنظيم شركة تحالف، وبدعم من برنامج تحوّل القطاع الصحي، وتُختتم فعالياته غدًا 30 أكتوبر الجاري في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة الرياض.
وفي إطار جهود المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، تتسارع المبادرات الهادفة إلى بناء مجتمع صحي وأكثر وعيًا بالعافية.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كي بي دبليو فينتشرز، على الدور الحيوي للابتكار الرياضي وصحة المجتمع في تشكيل مجتمع أكثر نشاطًا واهتمامًا بالرفاه الصحي.
وفي لقاء جمع سموه مع مارك ديفيز، رئيس مكتب الصحة في شركة IBM، أشار إلى طموح المملكة بأن يكون 27% من سكانها نشطين بدنيًا بحلول عام 2030، مؤكدًا استمرار الجهود لإتاحة الأنشطة الرياضية لجميع فئات المجتمع، بما في ذلك المناطق النائية وكبار السن وأصحاب الهمم، من خلال فعاليات مثل الماراثون الوطني الذي يوفر مسافات تتراوح بين 4 و42 كيلومترًا لمختلف الأعمار.
كما أشار سموه إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي والتقنيات القابلة للارتداء في الكشف المبكر والوقاية من الأمراض، قائلًا: «إن الذكاء الاصطناعي لن يتنبأ بالمرض فحسب، بل سيمكّن الناس من الوقاية منه»، داعيًا إلى تبنّي ثقافة طموحة لتعزيز مسار الابتكار الصحي.
من جانب آخر، ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر، النائب الأول للرئيس في شركة هيفالوشن، كلمة خلال جلسة بعنوان «إعادة التفكير في النجاح في الرعاية الصحية: من عمر الحياة إلى جودة الحياة»، تناولت فيها علم إطالة العمر وأهمية التركيز على تعزيز العيش بصحة جيدة وليس فقط بعدد سنوات الحياة، وقالت سموها: «إن المسألة ليست بعدد السنوات التي نعيشها، بل في عدد السنوات التي نتمتع فيها بصحة جيدة».
ومن تطوير الطب الرياضي النخبوي إلى صياغة إستراتيجيات الصحة الوقائية، يجمع ملتقى الصحة العالمي 2025 نخبة من الخبراء العالميين والمبتكرين السعوديين لتأسيس مرحلة جديدة من طول العمر والعافية ضمن منظومة الرعاية الصحية العالمية.
كما تحدثت الدكتورة كاترينا غريم، مديرة الشؤون الطبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن دور الطب الرياضي والتقنيات الحديثة في تعزيز صحة اللاعبين والمجتمع، مؤكدة أن «كرة القدم لغة عالمية، ونحن نستخدمها للحديث عن الصحة».
وأوضحت أن الفيفا تتبنى نهجًا شاملًا للرعاية الصحية للاعبين يشمل الصحة النفسية والنوم والتغذية، مشيرة إلى أن الدول المستضيفة للبطولات باتت تعتمد الإستراتيجيات الطبية الموحدة للفيفا التي تضمن تحسين أنظمة الطوارئ والرعاية الصحية في جميع المباريات.
وفي جلسة حوارية مميزة، ناقشت الدكتورة كريستينا يان تشانغ، الرئيسة التنفيذية لمعهد الميتافيرس، والبروفيسورة نور العويس الجيلاني، استشارية جراحة أعصاب الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت ومؤسسة جيميني أنتويند، الظاهرة الطبية النادرة للتوائم الملتصقة عند الرأس التي لا تتجاوز حالاتها واحدة من كل 2.5 مليار ولادة.
وأوضحت الجيلاني أن فريقها نجح منذ عام 2006 في فصل تسع حالات من التوائم الملتصقة بالأدمغة، محققًا رقمًا قياسيًا عالميًا، مشيرة إلى أن الطاقة الروحية الإيجابية تعدّ عاملًا أساسيًا في نمط الحياة الصحي في عالم تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الصحة أكثر من أي وقت مضى.
كما تحدثت جوانا بينزز، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مركز إطالة العمر في أوروبا، عن مستقبل برامج إطالة العمر والرعاية الوقائية، مشددة على أهمية التعاون بين المؤسسات لتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال، خصوصًا في ظل النمو المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.
وشهد الملتقى مشاركة نخبة من رواد الرعاية الصحية في المملكة، من بينهم شركة الصحة القابضة، نوبكو، الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، دلة للخدمات الصحية، مستشفيات الحياة الوطني، لين، والاتصالات السعودية (STC)، إلى جانب الشريكين الماسيين التعاونية للتأمين وWuXi AppTec.
وأكد المتحدث باسم شركة الصحة القابضة: «بصفتنا الشريك الصحي الوطني لملتقى الصحة العالمي، نفخر باستعراض كيفية إسهام المملكة في بناء منظومة رعاية صحية أكثر تكاملًا واستدامة، وتجسيد التزامنا بتطوير نموذج الرعاية الصحية السعودي، وتمكين الكوادر الوطنية، وتعزيز الوصول إلى خدمات عالية الجودة في جميع مناطق المملكة. ومن خلال الابتكار والتعاون، نواصل بناء مستقبل صحي أفضل لكل فرد ومجتمع في المملكة».
ومن أبرز فعاليات هذا العام منصة (VIBE) المدعومة من (LiveWell)، والتي تُقدَّم لأول مرة كمنصة إقليمية رائدة للعافية وطول العمر والابتكار، تجمع خبراء عالميين ومبتكرين شبابًا ورواد تكنولوجيا الصحة لاستكشاف مستقبل الحياة الصحية من خلال تجارب تفاعلية تبرز أحدث تقنيات العافية مثل الأجهزة القابلة للارتداء ومحطة الفحص الصحي من Technogym، إلى جانب الساحة النشطة التي تتيح للزوار خوض تجارب الواقع الافتراضي وتحديات اللياقة البدنية القائمة على المحاكاة.
وسيُختتم ملتقى الصحة العالمي 2025 غدًا الخميس بعد أربعة أيام من الحوارات الملهمة والابتكارات الصحية الرائدة، حيث سيركّز اليوم الرابع على أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية وتعزيز الصحة الرقمية والابتكارية.
وقالت نائب الرئيس الأول في شركة تحالف راتشيل ستيرجيس: «سلّط ملتقى هذا العام الضوء على التقدم الهائل في مجال الابتكار الصحي، ومن علوم إطالة العمر إلى الصحة الرقمية، تشكّل الجلسات الحوارية في الملتقى مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة والعالم».
ومع ختام الفعاليات غدًا، يجتمع قادة الرعاية الصحية من داخل المملكة وخارجها لتحويل الأفكار والرؤى التي طُرحت هذا العام إلى إستراتيجيات عملية ذات أثر واقعي ومستدام.