أخبار الوزارة

البيان الصحفي الختامي لمعالي وزير الصحة المهندس خالد الفالح لإعلان الحالة الصحية في الحج 1436هـ
13 ذو الحجة 1436
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

  • في البدء وباسم حكومة خادم الحرمين الشريفين، ونيابة عن كافة منسوبي وزارة الصحة، أكرر تعازينا الحارة لذوي المتوفين في حادث التدافع الذي وقع صباح يوم العاشر من ذي الحجة بمشعر مِنى وللأمة الإسلامية جمعاء، وأدعو الله العلي القدير أن يمنّ على المصابين في هذا الحادث بالشفاء العاجل. وكما تعلمون فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، للتحقيق في أسباب وقوع حادث مِنى، الأمر الذي سيوضح للجميع حقيقة ما حدث بعيدًا عن التكهنات.
  • وكما قد أعلن فقد كان مجموع الحجاج الذين قدموا لأداء فريضة الحج أكثر من 1950,000 حاج , كما كان هناك مئات الآلاف من مقدمي الخدمات بما فيهم أكثر من 25,000 من مقدمي الخدمات الصحية في المشاعر المقدسة بالتنسيق مع القطاعات الصحية الأخرى لخدمة الحجيج.
  • ولكي يكون حديثي معكم شاملًا ومستوفيًا لما قد يدور في أذهانكم أود في هذه الكلمة أن أستعرض معكم التحديات الاستثنائية التي واجهناها في وزارة الصحة هذا العام، وقد كنا على أهبة الاستعداد لمواجهة انتشار أي وباء، كما كنا متحفزين للاستجابة لحالات الطوارئ، وكان أول هذه التحديات التي واجهتنا كما تعلمون هو حادث سقوط الرافعة المؤلم في الحرم المكي الشريف الذي حدث في السابع والعشرين من شهر ذي القعدة، أي قبل بدء مناسك الحج باثني عشر يومًا، وقد بذلت وزارة الصحة جهودًا مضاعفة للتعامل مع هذا الحادث، ووفرت العناية الفائقة بكافة مستوياتها للمصابين، وأثبتت جاهزيتها واستعداداتها من جميع النواحي للتعامل مع الحوادث المحتملة في الحج، مما أدى، ولله الحمد، إلى تمكين معظم المصابين من أداء نسكهم تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة.
  • لكن الحادث الأكبر الذي كدر صفو هذا الحج هو الناتج عن التدافع بمنى في صباح يوم العاشر من ذي الحجة، والذي أسفر، حسب آخر الإحصاءات حتى الآن عن  769 متوفي و934 مصابًا، فقد تعاملت معه وزارة الصحة، من اللحظة الأولى، بكل الإمكانات المتوفرة لمواجهة مثل هذه الحوادث. وقد استطعنا رفع درجة جاهزيتنا بسرعة مستفيدين من خبرتنا الأمر الذي مكّننا، بحمد الله، من التعامل السريع والفعّال برغم الأعداد الكبيرة للمتوفين والمصابين.
  • لقد تم، أيها الإخوة، التعامل مع الحدث من قبل وزارة الصحة بكل مهنية بالتنسيق مع القطاعات الحكومية الأخرى. وسخرت الوزارة كل إمكانياتها البشرية والفنية بكل احترافية لتحقيق الاستجابة الفورية حال الإبلاغ عن الحادث لتقليل الوفيات الناتجة عنه؛ وذلك من خلال الخطوات التالية:
    - الخطوة الأولى هي تفعيل خطة الاستجابة للطوارئ، ابتداءً من مركز القيادة والتحكم بمنى، والتي جمعت كل قيادات الوزارة المعنية للوقوف على الحادث، وتفعيل خطة الطوارئ فورًا من خلال هذا المركز الذي يعتبر مركزًا للإنذار المبكر عند وقوع الكوارث والأزمات.
    - الخطوة الثانية هي توجيه ونشر جميع فرق الطوارئ وسيارات الإسعاف ليباشروا الإصابات في موقع الحادث، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية  كالدفاع المدني والهلال الأحمر؛ حيث تواجد بالموقع أكثر من  250 طبيبًا وممرضًا ومسعفًا لإجلاء الجرحى وعلاجهم.
    - كما تم استخدام سيارات الإسعاف الصغيرة المجهزة والتي يزيد عددها على (55) سيارة، سهّلت لصغر حجمها الوصول إلى مكان الحادث رغم الازدحام.
    - كما تم كذلك، إرسال فرق إسعاف راجلة ( 98) لموقع الحادث؛ حيث تمكنت هذه الفرق من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين استعدادًا لنقلهم إلى المستشفيات المعنية باستقبال الجرحى.
    - وتم تحويل أحد المخيمات القريبة من الحادث إلى مركز صحي ميداني متقدم  للفرز الأوّلي للجرحى، وعمل اللازم لهم قبل وصول فرق الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات المتخصصة.
    - وفي الوقت ذاته تم دعم المستشفيات المخصصة لاستقبال الحالات بالمزيد من الأطقم الطبية المتخصصة بما فيها الورديات الليلية وبعض المتطوعين من جميع مناطق المملكة.
    - وتم التنسيق مع القطاعات الصحية الأخرى كمستشفيات الحرس الوطني والقوات المسلحة والأمن العام والمستشفيات الجامعية؛ لاستقبال بعض الحالات الحرجة وتوفير الدعم لنا بالطواقم الطبية.
    - كما تم توفير ما يلزم من التجهيزات والإجراءات الطبية في المستشفيات، وزيادة القدرة الاستيعابية للعناية المركزة،  وتفعيل خطط  المختبرات وبنوك الدم.
    - ولمواجهة الحالات الطارئة الناتجة عن هذا الحادث تم إجلاء المرضى المنوّمين قبل الحادث والمستقرين صحيًّا من المستشفيات القريبة من الحادثة؛ وذلك لتخصيص طوارئ وأسرّة تلك المستشفيات لاستقبال الجرحى.
  • أيضًا تم توفير عدد من المروحيات وسيارات الإسعاف بالتنسيق مع الجهات المعنية  لنقل (353 حالة) من مصابي الحالات الحرجة إلى مستشفيات متخصصة خارج المشاعر المقدسة.
  • وخلال العشر الساعات الأولى للحادث تم تفعيل خط ساخن داخلي (الرقم 937) ودولي (00966112125552) للرد على الاستفسارات الخاصة بالحادث، حيث تم استقبال ما لا يقل عن 1500 اتصال دولي ومحلي.
    - وبرغم الحادثتين المؤلمتين فإن سعة مستشفياتنا السريرية استطاعت التعامل مع هذا الطارئ ولم تتأثر كثيرًا، حيث يوجد لدينا حاليًّا إجمالي 704 أسرّة تنويم شاغرة،  و92  سرير عناية مركزة شاغرًا، في المشاعر والعاصمة المقدسة، بالرغم من هذا الحادث الجسيم والحالات المرضية الاعتيادية  للحجاج والمقيمين، من أصل 3000 سرير كانت متاحة قبل بداية موسم الحج.
    هذا فيما يتعلق بحادث التدافع في منى ومباشرة وزارة الصحة له بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية التي تعاضدت جميعًا لمواجهة هذا الحادث المؤسف.
    وفيما يتعلق بأمور الحج الصحية الأخرى أود أن أعلن للجميع وحتى هذه الساعة من يوم الثاني عشر من ذي الحجة، خلو موسم حج هذا العام (1436هـ) من الأوبئة والأمراض المحجرية، وذلك وفقًا لواقع الاستقصاء الميداني وتقارير اللجان الصحية العاملة في الحج. وهذا لم يحدث جزافًا بل إثر خطة محكمة، تشمل:
  • طبقت الوزارة الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين من الخارج لتقليل وفادة الأمراض الوبائية.
  • تم مناظرة ما يزيد على مليون و ٣٠٠ ألف من القادمين للحج عبر ١٥ مركزًا للمراقبة الصحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية.
  • بلغت نسب الالتزام بتحصين الحمى الشوكية 91% و شلل الاطفال 99% والحمى الصفراء 96.5% بين حجاج الخارج.
  • وقامت الفِرَق الوقائية بتقديم أكثر من ٤٠٠ ألف جرعة من اللقاحات والعلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال في المنافذ.
  • فيما يخص التطعيمات عن الحمى الشوكية بلغ عدد المطعّمين من حجاج الداخل 365338 والعاملين الصحيين 90%, والمطعّمين ضد الأنفلونزا الموسمية 151365، وبلغت نسبة تغطية العاملين الصحيين في الحج 96% بمكة المكرمة و 85% في المدينة المنورة, وهذه أرقام قياسية مقارنة بالأعوام السابقة.
  • كما تم، لأول مرة، تفعيل نظام الرصد المبكر (حصن) في كافة مستشفيات الوزارة, والقطاعات الصحية الأخرى للإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها أثناء فترة الحج مما ساعد في سرعة الاستجابة للتفاعل مع تلك الحالات.
  • وكان هناك 74 من حالات الإنفلونزا الموسمية H1N1 وبالتحديد بين الحجاج إلا أنها كانت حالات متفرقة ولا يوجد رابط وبائي بينها.
  • لم تسجل أي حالة لمرض الحمى الشوكية النيسيرية أو الكوليرا بين الحجاج، ولله الحمد.
  • وقد كثّفت فرق الصحة  العامة أعمالها من خلال عدة مسارات، هي:
    - تنشيط برامج التوعية الصحية بثماني لغات.
    - برنامج الاستقصاء الوبائي وصحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه، منعًا لحدوث تسمم غذائي؛ وذلك بالتنسيق مع الجهات الأخرى وبالأخص الأمانات والبلديات.
    - وكذلك تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى في المرافق الصحية في كافة مناطق الحج, وتكليف فرق مكافحة العدوى بالمراقبة الدورية على هذه المرافق.
     
    وفيما يخص متلازمة الشرق الأوسط (كورونا) فعلى الرغم من مرور ثلاثة مواسم حج سابقة لم يحصل فيها أي إصابة للكورونا بين الحجيج إلا أن حالة التأهب التي كانت عالية جدًّا بسبب حدوث فاشية للكورونا في أحد مستشفيات الرياض سبقت موسم حج هذا العام بفترة وجيزة، مما أوجب علينا اتخاذ إجراءات احترازية إضافية.
     
    وقد شملت هذه الاجراءات منع دخول الإبل إلى مناطق الحج؛ فقد قامت فرق وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية مشكورة بتنفيذ منع دخول الإبل وتولت فرق أمانة العاصمة المقدسة الإشراف على المسالخ، والتأكد من تنفيذ التوصيات، وأيضًا منع المخالطين من حضور موسم الحج.
    بالنسبة للوضع الوبائي: حتى صباح اليوم، تم فحص 1043 عينة من الحجاج لفيروس كورونا، وكلها كانت سلبية، والحمد لله، ولم نضطر إلى نقل أي حالة خارج المشاعر المقدسة بسبب الاشتباه في كورونا، وكان ذلك نتيجة الإجراءات الصارمة التي اتخذت لمنع الحالات الأولوية، وأيضًا التقيد بإجراءات الفرز التنفسي في الطوارئ والتزام العاملين بها بناءً على تقارير مكافحة العدوى.
     
    من جهة ثانية، ووفقًا للتقارير والإحصاءات الصحية، فقد قدمت مرافق وزارة الصحة، منذ بداية الموسم حتى الآن، العديد من الخدمات لما يزيد على ( 405,542) مراجعًا من حجاج بيت الله الحرام، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
  1. استقبلت المراكز الصحية  والعيادات الخارجية بالمستشفيات (386072) حاجًّا.
  2. راجع طوارئ المستشفيات ما يقارب (405542) حاجًّا.
  3. وزاد عدد المنوّمين في المستشفيات على (1115) حاجًّا.
  4. بلغ عدد ضربات الشمس ما يقارب( 607) حالات.
  5. وبلغ عدد حالات الإجهاد الحراري ما يقارب( 885) حالة.
  6. وكانت هناك 5 حالات ولادة.
  7. كما تم توفير 19,472 وحدة من الدم ومشتقاته في بداية الحج من جميع الفصائل، تم استهلاك 7% منها فقط.
  8. كما تم في مجال المختبرات والسموم والكيمياء الشرعية الكشف عن المؤثرات العقلية لسائقي حافلات نقل الحجاج، بالتنسيق مع ادارة مكافحة المخدرات لعدد 6103 سائقين من الفترة 1/11 إلى 10/12 ، وتم استبعاد 22 سائقًا.
  9. وشهد موسم حج هذا العام إجراء:
    • (22) عملية قلب مفتوح.
    • (668) عملية قسطرة قلبية.
    • (2213) جلسة غسيل كلى.
    • و31 عملية منظار جهاز هضمي.
     
    ختامًا.. أود أن أؤكد على أن جهود وزارة الصحة مستمرة إلى هذه اللحظة؛ لتقديم كل العناية الطبية لضيوف بيت الله الحرام. وتجري حاليًّا، على أعلى المستويات، دراسة وقائع حادث التدافع بمنى؛ لاستخلاص التجارب التي نستطيع الاستفادة منها؛ للتصدي لمثل هذه الحوادث الأليمة، وتحسين الاستجابة، وتقليل الإصابات، عند وقوعها مستقبلًا لا قدّر الله.
 
 
 
 



آخر تعديل : 21 ذو الحجة 1436 هـ 11:52 ص
عدد القراءات :