اعتبرت الدكتورة إيمان ششة، استشارية غدد صم وسكري، أن الصيام يُحدث تغييرًا نمطيًّا وسلوكيًّا في حياة الإنسان؛ الأمر الذي قد يتأثر معه كثيرون ممن يعانون أمراضًا مزمنة، وفي مقدمتهم (مرضى السكري)، الذين يعانون المتاعب نتيجة صيامهم؛ لذلك يجب على المرضى المصابين بداء السكري استشارة الطبيب المعالج، وبصورة عامة المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول، والمعتمدين على الأنسولين في علاجهم، والذين تضطرب نسبة السكر في الدم لديهم، والمعرضين للإصابة بالحمض الكيتوني، فغالبًا ينصحون بعدم الصيام، وأن يأخذوا بالرخصة الشرعية لقوله تعالى: (ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر). أما المرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني، والمعتمدون في علاجهم على الحمية الغذائية أو الحبوب الخافضة للسكر، فيكون الصيام مفيدًا لهم بإذن الله.
ولا بد لمريض السكري في شهر رمضان أن يغير عدد الوجبات؛ حيث إن عدد الوجبات في الأيام العادية يكون 3 وجبات رئيسة، تتخللها 3 وجبات خفيفة، أما في شهر رمضان الكريم، فيكون عدد الوجبات اثنتين، وأحيانًا تتخللهما وجبة خفيفة، وعندئذ لا بد من تغيير العلاج لمتابعة التغير الحاصل في الغذاء، وهو ما يوجب أيضًا تغيير مكونات الوجبات الغذائية خلال شهر رمضان، وذلك بالابتعاد عن التمر الذي يأخذ حيزًا واضحًا على مائدة الإفطار، وأيضًا العصائر بأنواعها، والمقليات، وفي مقدمتها السمبوسة بأنواعها، بالإضافة إلى الحلويات المختلفة الغنية بالدهون والنشويات.
جاء ذلك أثناء استضافة الدكتورة إيمان ششة، استشارية غدد صم وسكري، في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، ضمن الحملة الصحية التوعوية التي تطلقها وزارة الصحة سنويًّا في شهر رمضان المبارك تحت شعار (ألو رمضان صحة) من خلال الرقم المجاني الخاص بالمركز 8002494444، وحساب وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، حيث يتم استضافة نخبة من الأطباء الاستشاريين والمختصين في جميع التخصصات، لمساعدة الصائمين، خاصة المرضى منهم على أداء فريضة الصوم دون أي مشكلات صحية بإذن الله.
كما نصحت الدكتور إيمان مرضى السكري بتغيير النظام العلاجي، الذي يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المعالج؛ لأن عدم الاستشارة يعرِّض المريض لانخفاض أو ارتفاع شديد في نسبة السكر بالدم خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن مرضى السكري الذين يعالجون بالأقراص، عليهم المراجعة مع طبيبهم للتأكد من مدى إمكانية صومهم، أما مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين، والذين يستخدمون جرعة واحدة من الأنسولين، يمكنهم الصيام بحيث يتناولوا الجرعة قبل الإفطار، أما الذين يستخدمون جرعتين أو أكثر من الأنسولين، فعليهم استشارة الطبيب للسماح لهم بالصيام إذا أمكن، وتنظيم جرعات الأنسولين مع الوجبات.
وأوضحت الدكتورة إيمان أن النشاط الحركي خلال فترة الصيام قد يتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم، ونصحت مريض السكري عند الشعور بأعراض هبوط السكر بالدم، والمتمثلة في (رعشة، إحساس بالبرد، تعرق، دوار، نسبة السكر أقل من 60 ملجم، أو نسبة السكر 70 ملجم في بداية النهار)، فعليه أن يفطر فورًا، أما عند شعور المريض بأعراض ارتفاع مستوى السكر المتمثلة في (تبول شديد، عطش، جفاف، نسبة السكر أكثر من 300 ملجم)، فإن عليه الإفطار فورًا، والاتصال بالطبيب المعالج وأخصائية التغذية لأخذ النصيحة.