أخبار الوزارة

وزارة الصحة تنشئ مركزًا وطنيًّا لعلاج السمنة
13 شوال 1434
أكد وكيل الوزارة للخدمات العلاجية الدكتور عبدالعزيز الحميضي أن المريض «خالد الشاعري» يعتبر مريضًا استثنائيًّا، مشيدًا بالجهود التي بذلت لمساعدة المواطن الذي يعتبر وزنه الزائد الأول على مستوى المملكة وعلى المستوى الإقليمي والعربي وفي حالات نادرة جدًّا في العالم.

وأضاف د.الحميضي أن الإجراءات بدأت بمساعدة المريض منذ صدور الأمر السامي الكريم بنقله والبحث عن علاج، لافتًا إلى أنه تم البحث عن مراكز علاجية خارج المملكة، لكن العقبة الرئيسية التي واجهت الفريق الطبي هي وسيلة النقل حيث حدثت مع مرضى سابقين أقل وزنًا.
 
وأشار إلى أنه وجب على الوزارة التعامل مع الموقف بدلًا من نقله للخارج والعمل على علاجه داخليًّا، بداية بتصنيع الأجهزة الخاصة للمريض من رافعة طبية وأسرّة خاصة تتحمل الوزن الزائد، إضافة إلى الكراسي المتحركة المخصصة للمريض، وكل ذلك حرصًا على سلامة المريض.

 من جانبه أعلن الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني، المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، عن إنشاء مركز وطني لعلاج السمنة في المدينة الطبية، يختص بعلاج حالات السمنة المفرطة في المملكة، ويكون مرجعًا رئيسًا لهذه الحالات، ويسعى إلى توفير أفضل السبل العلاجية بشكل يتناسب مع حجم هذه الأمراض.
 
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته مدينة الملك فهد الطبية اليوم الثلاثاء في مقرها، بحضور أعضاء الفريق الطبي والإشرافي من وزارة الصحة والدفاع المدني ومدينة الملك فهد الطبية،  لعلاج حالة المريض «خالد الشاعري» مريض السمنة المفرطة (610 كيلو جرامات)، تنفيذًا لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ بنقله وعلاجه في مدينة الملك فهد الطبية, والعمل طبيًّا على استعادة حياته الطبيعية وتخليصه من السمنة المفرطة.

وقال المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود عبدالجبار اليماني بأنه بناء على التوجيه السامي الكريم فإن المريض الشاعري وصل أمس الاثنين إلى المدينة بعد نجاح عملية النقل، وتم إدخاله إلى الغرفة المخصصة له بعد إجراء الفحوصات الطبية وتهيئة المريض طبيًّا من قبل الفريق المعالج، مؤكدًا أن حالته مستقرة ويخضع للملاحظة المباشرة الآنية.

وأضاف بأنه تم وضع خطة من مراحل عدة شملت أولًا تقديم الخدمات العلاجية له في سكنه بشكل كامل وكأنه داخل المستشفى لحين نقله. ثم العمل على إعداد خطة النقل بالتنسيق مع الدفاع المدني وإدارة الطوارئ والجهات ذات العلاقة، وبإشراف طبي كامل من قبل استشاري الطوارئ والكوارث الدكتور بدر العتيبي، بالتعاون مع إدارة الطوارئ بوزارة الصحة والدفاع المدني؛ وذلك للإشراف على نقله بشكل آمن وسليم إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ثم تولى الفريق الطبي علاجه بقيادة استشاري جراحة المناظير والسمنة في المدينة الدكتور عائض القحطاني.

 وأكد الدكتور اليماني بأن هذه الحالة النادرة والصعبة قد تطلبت الكثير من التخطيط، وخصوصًا من فريق الدفاع المدني من أجل هدم جدار المنزل ثم إنشاء جسر لإخراجه ومن ثم  إنزاله من الطابق الثاني بسلامة إلى الأرض.

 وأوضح المدير العام التنفيذي بأن هذه المراحل تطلبت تصنيع بعض الأجهزة الخاصة في الولايات المتحدة، وطلب أجهزه أخرى مثل السرير والرافعة الآمنة والكرسي المتحرك بحكم أن الحالة استثنائية جدًّا، مشيرًا إلى إجراء عدة تجارب لضمان سلامة هذه الخطوات وكفاءتها. وأشاد بتضافر القطاعات سواء الصحية أو الدفاع المدني التي شاركت في هذه المهمة الإنسانية.

 وكان معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قد شكل لجنة طبية برئاسة وكيل وزارة الصحة للخدمات العلاجية الدكتور عبدالعزيز الحميضي وعضوية استشاري جراحة المناظير والسمنة الدكتور عائض ربيعان القحطاني وممثلين من الجهات المعنية ذات العلاقة من وزارة الدفاع ممثلة بالنقل الجوي والإخلاء الطبي الجوي، ووزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومدينة الملك فهد الطبية، وصحة جازان؛ وذلك لإخلاء المريض من جازان إلى مدينة الملك فهد الطبية.

 من جهته ذكر رئيس الفريق الطبي استشاري جراحة المناظير والسمنة بالمدينة الدكتور عائض ربيعان القحطاني أن المرحلة الثانية تضمنت نقله إلى سيارة الإسعاف والتي تم إعدادها خصيصًا لمثل هذه الحالة بصفتها حالة استثنائية، حيث لم يتم التعامل مع أي حالة مشابهة في التاريخ الطبي، وتلاها مرحلة نقله بطائرة سي 130 العسكرية، وآلية نقله من وإلى الطائرة وكذلك التعامل معه داخلها، ثم مرحلة نقله من الطائرة مرة أخرى إلى مدينة الملك فهد الطبية بالإسعاف وآلية ذلك، وأخيرًا إدخاله إلى غرفته بالمدينة.

 وأشار الدكتور القحطاني إلى أن المريض خالد من مواليد عام 1412 هـ، وكان حمله وولادته طبيعيين, ولكن في الشهر الخامس بدأت حالات التشنج وفقدان الوعي تتطور مع المريض, وفي السنة الثانية من عمره بدأ وزنه في النمو السريع حتى قيّد طفولته وحركته ونشاطه. وللمريض عشرة أشقاء, شقيقه الأكبر (23 عامًا) يعاني من سمنة بـ150 كيلو, وشقيقته (18 عامًا)  تعاني أيضًا من السمنة بـ 100 كيلو.

وأضاف رئيس الفريق الطبي أن المريض الآن ملازم لسريره منذ ثلاثة أعوام تقريبًا، ولا يستطيع الحركة حتى إلى دورة المياه, ويعاني من عدم حركة الأطراف السفلى في قدميه.



آخر تعديل : 19 شوال 1434 هـ 10:57 ص
عدد القراءات :