أخبار الوزارة

نائب وزير الصحة يفتتح المؤتمر السابع والعشرين لجمعية القلب السعودية
06 جمادى الأولى 1437
 زف معالي نائب وزير الصحة الأستاذ حمد بن محمد الضويلع البشرى بتأسيس المركز الوطني لمكافحة أمراض القلب، والذي مهمته إجراء دراسات صحية، ووضع سجلات وطنية لكافة الأمراض القلبية في المملكة، وتقديم توصيات علمية صلبة لمواجهة هذه الأمراض.
 
وأوضح معاليه في كلمته لدى رعايته مساء يوم أمس السبت في الرياض انطلاق المؤتمر السابع والعشرين لجمعية القلب السعودية أن المجلس الصحي السعودي سيكون خير مساند لهذا المركز في التنسيق بهذا الشأن مع كافة الجهات التي تُعنى بالصحة في المملكة.
 
وأضاف: "للجمعيات الصحية بأنواعها مكان خاص عندي، ولكن جمعيتكم بهذا العدد الضخم لأعضائها، ونجاحها المتواصل في عقد مؤتمرها الطبي الزاخر كل عام يجعلها دومًا في المقدمة. إنما القلب - أيها الحضور الكرام - عضو في الجسد، ينبض بالحياة، ولكننا دومًا نرهقه .. نرهقه بأسلوب الحياة غير المتوازن، ونرهقه بالممارسات غير المحمودة، ونرهقه أيضا بالإهمال في صحتنا كلها".

 

وزاد بقوله: "عندما أطلقنا في وزارة الصحة شعار: (صحة المواطن أولًا)، كنا نتحدث أيضًا عن القلب، وكيف نحميه؟ وكيف أن الممارسات الخاطئة جعلت أمراضه السبب الأول في الوفاة، بدلًا من أن يظل الجسد نابضًا بالحياة؟ .. نعم، لا يمكننا أن نجامل أو نهوّن الأمور عندما نتحدث عن قلوبنا، بل وعلينا في وزارة الصحة أن نتحدث بكل صراحة، وندق ناقوس الخطر، ونطلق الإنذار تلو الآخر، بأن قلوبنا في خطر مالم نتغير".

 

وشدد معاليه على ضرورة إدارك حجم هذا الخطر، قائلا: "لابد أن نتذكر دائمًا أن عدد المتوفين سنويًا بسبب أمراض القلب والشرايين يبلغ نحو 17 مليونًا ونصف المليون إنسان، وهو ما يعادل 31% من مجموع الوفيات عالميًا. وبحسب منظمة الصحة العالمية لعام 2014م، فإن نحو 46% من الوفيات التي سجلت في المملكة العربية السعودية كانت بسبب أمراض القلب والشرايين."

 
كما أشار الضويلع إلى أنه عندما يعاني ربع المجتمع من مرض السكري، وعندما ترتفع نسب السمنة إلى ما وصلت إليه، ونرى معدلات ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول تصل إلى هذا الحد، فإنه يجب علينا نحن حماة صحة هذا المجتمع أن نتكلم بصوت عال، وأن نوصل رسائل التوعية، ولكننا في ذات الوقت ندرك أنه مهما فعلنا، فلن نصل إلى ما نريده وحدنا، حيث أنها أولًا مسؤولية فردية قبل كل شيء، فالمواطن السعودي هو الذي يجب أن يتخذ قراره؛ إما أن يختار بين نمط حياة صحي في غذائه  ونشاطه البدني، وأن يقي نفسه من سموم التدخين وغيرها من السموم، أو أن يخسر قلبه.

 

وأكد معاليه أن وزارة الصحة بهذا القول لا تتنصل من المسئولية، ولكنها فقط تؤكد على أن المواطن هو صاحب القرار في النهاية، وأنها ستكون دومًا معه، وسيجد كل فرد ورب عائلة فيها شريكًا موثوقًا لحماية صحته، وستبدأ بأبنائه في المدارس عبر برامج مكافحة السمنة ومحاربة الأمراض، وستسعى في الوصول إلى كافة شرائح المجتمع من خلال برامج تشجيع جميع أنماط الحياة الصحية، ومكافحة التدخين والسموم الأخرى، وستساعده على حماية قلبه قبل فوات الأوان، وقبل أن يحتاج إلى التدخل لتقديم العلاج، ولن تفعل الوزارة ذلك وحدها ولكنها ستبني شراكات عديدة مع أجهزة التعليم، ورعاية الشباب، والبلديات، وغيرها من أجهزة الدولة، بالإضافة إلى شراكات أخرى مع مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات المهنية الأخرى مثل جمعيتكم هذه، وسيكون ذلك بلا شك أمرًاحيويًا لنجاحنا.

وأوضح الضويلع أن جهود الوزارة ستنصب على تفعيل طرق الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة، وذلك بتوفير رعاية أولية قوية مؤثرة، وتوفير فرص وتقنيات الاستكشاف للمرض قبل إستفحاله؛ بهدف ضمان التدخل المبكر، ومنع الأضرار قبل وقوعها، أما أولئك الذين يعانون من المرض، فإن وزارة الصحة من خلال برامجها لتأهيل الأطباء والاستشاريين، وتوفيرها لأحدث التقنيات العلاجية والجراحية، ستقدم لهم أفضل العناية الممكنة، وفق أعلى مستويات النجاح - بإذن الله - في كافة مناطق المملكة، على أن يشمل تأسيس المرافق الطبية المتخصصة  في المناطق الطرفية مثل مراكز القلب في مناطق عرعر، وجازان، ونجران، بالإضافة إلى دعم المراكز في المناطق المركزية في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة ، والمنطقة الشرقية، وغيرها.

وفيا يتعلق بالتأهيل وبناء المعرفة والخبرات، أشاد معالي نائب وزير الصحة بدور جمعية القلب السعودية ومؤتمرها في تعزيز هذه الجهود، بما تتيح من فرص رائعة للأطباء بتفاعلهم في المؤتمر مع خمسة  آلاف مشارك في صحة القلب، يتبادلون خلالها الخبرات ويطّلعون على أحدث التقنيات التي يقدمها أكثر من 200 استشاري ومتحدث وباحث، معتبرًا معاليه أن البحث و الدراسة هما حجر الأساس في النجاح في معركة حماية القلوب هذه.

واختتم معالي نائب وزير الصحة كلمته بالشكر والتقدير وجميل العرفان إلى البروفيسور محمد الفقيه، رائد جراحة القلب في المملكة العربية السعودية، نظير إسهامه في دفع عجلة البحث العلمي في مجال طب وجراحة القلب، من خلال جائزته السنوية، مباركًا للفائزين بهذه الجائزة في دورتها الرابعة.

كما شكر معاليه سعادة الدكتور زهير الهليس، جرّاح القلب، الذي رفع من مكانة وطنه في كافة المحافل الدولية، على إسهامه في إطلاق منحة الدكتور زهير الهليس للزمالة الدولية، والتي من شأنها منح فرص تدريبية لأطباء القلب السعوديين في مختلف مجالات علم القلب والأوعية الدموية، مما سيؤدي إلى خدمة المرضى بشكل أفضل.

وتضمن الحفل الخطابي كملة لرئيس جمعية القلب السعودية، الدكتور خالد بن فايز الحبيب، والذي عبر فيها عن شكره وتقديره لمعالي نائب وزير الصحة، الأستاذ حمد بن محمد الضويلع، والمشاركين في المؤتمر، كما استعرض جهود وإنجازات الجمعية منذ تأسيسها وحتى اليوم، بالإضافة إلى أهمية المؤتمر السابع والعشرين الذي يشارك في جلساته نخبة من الخبراء في طب القلب والأوعية الدموية. وشهد حفل الافتتاح أيضًا عرضًا لفيلم تعريفي لجراح القلب الدكتور زهير الهليس والجائزة التي أطلقها للمتميزين في مجال القلب والأوعية الدموية.

وقام معالي نائب وزير الصحة بتكريم الفائزين من الشركات الراعية للمؤتمر، بالإضافة إلى تكريم الفائزين بجائزة البروفيسور جراح القلب محمد الفقيه، وفي ختام الحفل الخطابي قدم رئيس الجمعية السعودية للقلب درعًا تذكاريًا لمعالي نائب وزير الصحة الأستاذ حمد الضويلع على رعايته للمؤتمر.

جدير بالذكر أن معالي نائب وزير الصحة افتتح المعرض المصاحب للمؤتمر، وتجول في كافة الأجنحة المشاركة، والتي تضمنت أحدث ما وصلت إليه التقنية في مجال علاج القلب.
 
 

 

 



آخر تعديل : 08 جمادى الأولى 1437 هـ 10:47 ص
عدد القراءات :