أكَّد حاج موريتاني، يُدعى قيق مولى إدريس يبغ من العمر 74 عامًا منوَّم بمدينة الملك عبدالله الطبية إثر تعرضه لأزمة قلبية تتطلب إجراء قسطرة قلبية له، أن نصيحة ابنته التي تعمل طبيبة في بلاده قد غيَّرت رأيه بخصوص تردده في إجراء العملية القلبية بالمملكة؛ حيث كان يرغب في الاكتفاء بالأدوية المعطاة له وتأجيل إجراء العملية لحين عودته إلى بلاده.
وذكر الحاج إدريس أنه عاصر غالبية مراحل الخدمات التي تُقدَّم لحجاج بيت الله الحرام منذ زهاء نصف قرن؛ حيث حج بيت الله الحرام عشر مرات، كان أولها عام ١٩٧٦م، مشيراً إلى أن كل حج يقوم به يلاحظ التطور المتزايد في الخدمات والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية للحجاج.
كما أوضح الحاج إدريس أنه بعد قدومه لحج هذا العام وأثناء طوافه بالبيت الحرام، شعر بالتعب والألم في صدره، فأجري نقله إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، مضيفًا أنه بعد الكشف عليه تبين تعرضه لأزمة قلبية تتطلب إجراء قسطرة قلبية له، إلا أن الفريق الطبي المعالج قرر تأجيلها بعد إكمال حجه لكي لا يفوت عليه. وبناءً على ذلك، جرى اصطحابه عبر القافلة الطبية، والوقوف على صعيد عرفات، ثم إعادته إلى المستشفى مرة أخرى. وبعد ذلك أبلغ الحاج الفريق الطبي بأنه يريد أخذ الأدوية فقط وتأجيل العملية لحين عودته إلى بلاده.
لكن بعد اتصاله بابنته التي تعمل طبيبة بموريتانيا، غيَّر الحاج إدريس رأيه وأبلغ الفريق الطبي برغبته في إجراء العملية بالمستشفى؛ مُفسرَّا ذلك بقول ابنته له: "أي شيء يعرضه الأطباء لديك في السعودية لا ترفضه؛ حيث إن مستشفياتهم مميَّزة في خدماتها، والأطباء لديهم ذو خبرات عالية، وحكومتهم تقدم امتيازات لحجاج بيت الله الحرام، حيث تجري لهم عمليات مجانًا، على الرغم من أن تكلفتها في الدول الأخرى عالية الثمن".
ومن جهته، أشاد الحاج ادريس بإدارة السعودية وتنظيمها لمواسم الحج؛ ذاكرًا أنه أمر لا يستطيع أحد أن يقوم به غيرهم، وأنها تتميز من كل عام لآخر في تقديم خدماتها للحجاج والتسهيل عليهم لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة. وأضاف أن الحاج أصبح يعود إلى أهله مسرورًا وكأنه عائد من رحلة سياحية؛ حيث لا يبدو عليه التعب والإرهاق، وذلك بسبب الاهتمام الكبير الذي يحظى به الحاج منذ قدومه إلى المملكة العربية السعودية وحتى مغادرته إلى بلاده.