تتواصل في مدينة الرياض أعمال منتدى الصحة الرقمية ضمن فعاليات ملتقى الصحة العالمي 2025 في نسخته الثامنة، المُقام برعاية وزارة الصحة، وبدعم برنامج تحول القطاع الصحي المنبثق من رؤية المملكة 2030، تحت عنوان «الصحة الرقمية الشاملة: تعزيز الرؤية والإستراتيجية والتأثير القابل للتطوير»، بمشاركة نخبة من القادة والمبتكرين والخبراء من داخل المملكة وخارجها، لمناقشة مستقبل التحول الرقمي في الرعاية الصحية ودوره في بناء أنظمة أكثر ذكاءً واستدامة.
ويؤكد المنتدى أن التحول الرقمي يمثل حجر الزاوية في تطوير المنظومات الصحية الحديثة، إذ يسهم في توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات عبر التطبيب عن بُعد والنماذج الهجينة، وتحسين إدارة الأمراض المزمنة باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء والمراقبة الذكية، إلى جانب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح التدخل المبكر وتقليل الحاجة إلى الزيارات الميدانية للمستشفيات.
ويستعرض المشاركون جهود المملكة في سد الفجوة الرقمية والصحية من خلال توظيف حلول الصحة الافتراضية، إلى جانب مناقشة أهمية توحيد المعايير التقنية الدولية مثل التصنيف الدولي للأمراض (ICD) والتصنيف الدولي للتدخلات الصحية (ICHI)، بما يضمن موثوقية البيانات الصحية وقابليتها للمقارنة على المستوى الدولي.
كما يقدم المنتدى تجربة ماليزيا في التحول الرقمي الصحي، حيث يستعرض مدير الصحة الرقمية بوزارة الصحة الماليزية الدكتور ماهيسوارا أبانان أبرز ملامح الابتكار في البنية التحتية التقنية ودور البيئة التنظيمية المرنة في دعم الاستثمار والبحث والابتكار في تقنيات الرعاية الصحية.
ويتناول المنتدى مبادرة «وزارة الصحة كورتكس» بوصفها منصة مركزية ذكية لإدارة البيانات الصحية، تسهم في تحليل المؤشرات الوطنية وقياس الأثر الصحي والاقتصادي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتعزز كفاءة النظام الصحي عبر التكامل بين الرعاية الموجهة وصنع القرار المبني على البيانات.
ويناقش المنتدى مفهوم المستشفيات (4.0) التي تدمج إنترنت الأشياء والأتمتة والذكاء الاصطناعي لخلق تجربة رقمية تتمحور حول المريض وتحسين جودة الخدمة، مع التركيز على حوكمة البيانات والأمن السيبراني، وبناء بنية تحتية سحابية آمنة تتوافق مع الأنظمة الوطنية والدولية مثل نظام حماية البيانات الشخصية (PDPL) واللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR).
ويُسلّط المنتدى الضوء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج والرعاية الافتراضية، واستعراض تجارب عالمية في الجراحات الروبوتية والتوائم الرقمية والتصوير الذكي، إلى جانب توظيف الواقعين الافتراضي والمعزز في التدريب الطبي والمحاكاة الجراحية. كما تتناول الجلسات دور المسوحات الصحية الوطنية في دعم البنية التحتية الرقمية للصحة العامة والتحول من النماذج الورقية إلى المنصات الذكية للتحليل الفوري للبيانات، بما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للتميز في بيانات الصحة.
ويؤكد المنتدى أهمية تمكين الكفاءات الوطنية في مجالات الصحة الرقمية عبر التدريب على الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي، إلى جانب مناقشة مبادرات الصحة النفسية الرقمية ومفهوم «المستشفيات بلا جدران» الذي يُعيد تعريف تقديم الرعاية الصحية من داخل المنشآت إلى محيط المريض باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء والرعاية المنزلية المتصلة.
يُذكر أن المنتدى يُختتم الخميس المقبل (30 أكتوبر الجاري) بمشاركة واسعة من قادة الصناعة الصحية وخبراء التقنية والابتكار من مختلف دول العالم، الذين يبحثون سبل تسريع التحول الرقمي وبناء منظومات صحية ذكية ومستدامة تُعزز جودة الحياة وتُرسّخ ريادة المملكة عالميًا في مجال الابتكار الصحي.