نجح - بفضل الله - فريق طبي متخصص بقسم جراحة المخ والأعصاب بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة في استئصال ورم ضخم ضاغط على الجهة الأمامية من جذع الدماغ ومحاط بأعصاب وشرايين الدماغ الرئيسة لمريضة، وذلك في عملية نوعية تعد من أعقد عمليات جراحة المخ والأعصاب وقاع الجمجمة. وكانت المريضة تعاني ضعفًا في جميع الأطراف منعها من القدرة على الحركة والمشي، ومن صعوبة في البلع؛ مما استدعى وضع أنبوب للتغذية.
وقد قام الفريق الطبي على الفور بإجراء الفحوصات السريرية والمخبرية وتصوير الدماغ والحبل الشوكي الذي أظهر، بالإضافة إلى الورم وجود استسقاء في الدماغ، وأيضًا تجمع للسائل الدماغي داخل الحبل الشوكي العنقي؛ حيث تم وضع خطة العلاج على مراحل كان أولها إجراء عملية جراحية أولية لتخفيف تجمع السائل الدماغي بوضع أنبوب تفريغ من الدماغ إلى تجويف البطن كإجراء أولي يساعد على التخفيف من ضغط الدماغ، واتضح بعد ذلك لفريق تخدير المخ والأعصاب وفريق العناية المركزة للأعصاب صعوبة إدخال أنبوب التنفس في العملية الأولى؛ مما استدعى التشاور بين أعضاء الفريق الطبي لوضع أنبوب تنفس عن طريق شق حنجري كعمل احترازي خوفًا من تدهور الحالة مستقبلاً.
كما تم إجراء تخطيط لشرايين الدماغ عن طريق القسطرة، وهو ما ساعد على التخطيط للإجراء الجراحي، وتم استئصال كامل الورم مع المحافظة على شرايين الدماغ وعلى أعصاب الدماغ المحيطة وجذع الدماغ، وقد تم استخدام المراقبة العصبية أثناء الجراحة من قسم فسيولوجيا الأعصاب وأجهزة الملاحة الجراحية؛ حيث استغرقت العملية ما يقارب ١٤ ساعة.
وأظهرت نتائج الأشعة ما بعد العملية إزالة الورم بالكامل بنجاح ولله الحمد، وتم نقل المريضة إلى العناية المركزة، ومن ثم عمل جلسات التأهيل الطبي الذي نتج عنه إزالة أنبوب التنفس الحنجري، وأنبوب التغذية، وأصبحت قادرة على التنفس والتغذية بشكل طبيعي، وظهور تحسن ملحوظ على مستوى الحركة واستعادة القدرة على الوقوف والمشي .