أوضحت الأخصائية الاجتماعية ليلى علي وهبي أن مساعدة الطفل في تنمية قدراته تكون من خلال إعطائه المعنويات والثناء عليه في حال عمل شيء جيد مع أهمية المحافظة على تغذيته السليمة، والنوم مبكرًا، وعدم تركه مع الخادمات لأوقات طويلة، وتعليمه عدم التحدث مع الغرباء ومصاحبتهم، وعدم السماح له بالجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة كمتلق ومستقبل فقط، والأفضل إشغاله بالألعاب التي تنمي بدنه وعقله وقدراته، واستغلال طاقته البدنية والعقلية للإنتاج والإبداع وإيجاد هواية تناسب ميوله وعمره واتجاهه.
جاء ذلك أثناء استضافة الأخصائية الاجتماعية ليلى علي وهبي خلال البرنامج التوعوي حول التحرش الجنسي للأطفال، الذي ينفذه المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة مع بداية الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، عبر الهاتف المجاني8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، للرد على أسئلة الأهل بخصوص مسؤوليتهم ودورهم في مساعدة أبنائهم لعدم التعرض للتحرش الجنسي، وكيفية مساعدة الطفل في تنمية قدراته، وغير ذلك من الموضوعات.
وأشارت الأستاذة ليلى إلى "أن للأسرة دورها الهام في تجنب الأطفال التعرض للتحرش الجنسي؛ وذلك من خلال تواجدهم الدائم حول الطفل وإشعارهم بحبه وأنه مهم في حياتهم، والحرص على توعيته بحواسه والتركيز على مناطق التحرش الجنسي، والسماح له ومشاركته أحاديث الأسرة والسماع لأسئلته والإجابة عليها بعقلانية، وتشجيعه على الحديث، والتعرف على أصدقائه وتحذيره أن يصادق من هم أكبر منه سنًّا".
وشددت الأخصائية الاجتماعية الأستاذة ليلى على أنه "على الأهل مراقبة تصرفات الطفل الحركية والنفسية، وتقديم النصح للطفل وتوعيته بأن هناك مشكلة اسمها التحرش بالأطفال، وتكون النصيحة على شكل إيحاء بأن نقصّ قصة عند اجتماع العائلة وتكون من مضمونها النصح والتعريف وطريقة الحل، مع بث الثقة في الأبناء وإشعارهم بمكانتهم وأنهم أحسن من غيرهم في سماع النصح والطاعة واتباع سبل السلامة من الوقوع في التحرش من الآخرين بأخذ الحذر".
وعن كيفية توجيه الأهل ليثقفوا أطفالهم بخصوص التحرش الجنسي بأسلوب بسيط وبطريقة تدريجية تتناسب مع مستواهم الفكري والعمري قالت: "لا بد للأهل من تعريف أبنائهم بمعني التحرش الجنسي وأنواعه؛ لأن الطفل لا يعرف ما معنى التحرش، وأنه يصنف من أنواع الجرائم حيث يجب أن يعاقب الجاني عليها. ويكون التعريف بطرق التحرش وماهيته من خلال التوضيح له بعدم السماح لأحد بلمس الجسم والأعضاء الحساسة، أو القبلة والكلام اللطيف للاستدراج، أو إعطائه بعض السكاكر والهدايا بلا مناسبة، أو وعده بنزهة في الملاهي أو ترغيبه في الأماكن المثيرة للأطفال".
هذا واعتبرت الأستاذة ليلى أن "الطفل يتكلم عن الاعتداء إذا وجد أن والديه متفقين وأن الحب يسود الأسرة، وأنه عضو مهم في الأسرة ويضمن أن والديه لا يؤنبانه أو يتهمانه أنه السبب، وعليهم أن يستقبلوا المشكلة بهدوء ورويّة، ولا يرتبكوا أمام الطفل ولا يخوفوه مما وقع فيه، ولا يضعوا اللوم عليه، بل يجب تشجيعه وشكره لأنه أخبرهم بما حصل له وأن يعدوه بأنهم سيحمونه ويحلون المشكلة، ويخبرونه بأن مثل هذه التصرفات الخاطئة يجب أخذ الحيطة والحذر دائمًا منها، وأن الجاني يجب أن يعاقب لفعلته السيئة، وأن هذا العمل ضد الدين والأخلاق والإنسانية.
كما يجب تقوية الوازع الديني لديه وأنه اذا استعان بالله سيساعده، وبعد حصول هذا الفعل المحظور يجب مراقبة الطفل وعدم تركه لمفرده أو "السرحان" وتخيل ما حصل والشعور بالوحدة، كما ينبغي إشراك الطفل في عمل رياضي أو هواية وتكثيف الرياضة الحركية، وذلك بعد عرضه للطبيب لفحصه وعلاجه، وإذا احتاج الأمر يعرض الطفل لأخصائي أو طبيب نفسي أو اجتماعي ليتم توجيه الوالدين وإخراج الطفل من المشكلة، باذن الله.