أخبار الوزارة

تقرير إعلامي في إطار الحملة الوطنية لمكافحة هشاشة العظام
في إطار الحملة الوطنية لمكافحة هشاشة العظام التي ستنطلق مساء الثلاثاء 10 رمضان 1427هـ الموافق 3 أكتوبر 2006م برعاية معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع أكد الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن مرض هشاشة العظام من الأمراض التي يزداد انتشارها في العالم كله و تصيبالنساء والرجال علي حد سواء‏,‏ إلا أن الأعراض تظهر بشكل سريع ومؤثر علي النساءنظرا للفروق الفسيولوجية والنفسية والغذائية والهرمونية بينهم‏ ‏, وأوضح الدكتور خوجة أن الإحصائيات تشير إلي وجود‏28‏ مليونسيدة مصابة بهذا المرض علي مستوي العالم‏,‏ ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلي‏41‏مليونا بحلول عام‏2015,‏ كما يخيم على ثلث سكان العالم خطر الإصابة بوهن المفاصل مع حلول العام 2010, ويعانى 3 % فقط ممن هم أقل من 45 عاما من وهن العظام مقابل 65% ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما و80 % ممن هم فوق 80 سنة .
 
وبالرغم من أن الشعب الأمريكي من أكثر شعوب العالماستهلاكا للكالسيوم في صوره المتعددة من ألبان ومنتجاتها إلا أن هشاشة العظام تنتشربين الجنسين مما يشير إلي وجود منظومة من المتغيرات النفسية والفسيولوجيةوالاجتماعية والبيئية تلعب دورا لايستهان به في إظهار أعراض هشاشة العظام لديالمسنين‏‏، وقال الدكتور توفيق خوجة أن مرض هشاشة العظام هو مرض متدرج يصيب العظام فتغدو هشة ضعيفة معرضة للكسر بسهولة ، واكثر ما يتعرض للكسر من العظام جراء هذا المرض هي عظام الفقرات الظهرية وعظام الحوض و الفخذ، وعند وصول المرض إلى مراحل متقدمة فإنه يسبب آلاما مزمنة في العظام وخاصة آلام الظهر وقد يصيب المريض بنوع من الإعاقة ويمنعه من ممارسة نشاطه بشكل طبيعي، وتحدث هشاشة العظام حين تفقد العظام مادتها الأساسية و ذلك تغير طبيعي مع التقدم في السن.
 
وأشار الدكتور خوجة إلى أنه من العوامل التي تزيد من هشاشة العظام قلة تناول الكالسيوم والفوسفور وفيتامين ( د ) وكلها عناصر هامة لبناء مادة العظام وتقويتها، فالعظام في الحقيقة هي في حركة حيوية مستمرة وليست جامدة كما يتخيل الكثيرون، فيتم سحب الكالسيوم وبعض العناصر المعدنية الأخرى من العظام وبثها في مجرى الدم عند الحاجة إليها لعمليات حيوية أخرى وفي عملية معاكسة أخرى يتم ترسيب تلك العناصر في العظام و ذلك تبعا لحاجات الجسم وعملياته الحيوية تحت تنظيم وسيطرة الجهاز الهرموني.
 
وأضاف أنه من العوامل الأخرى التي تزيد من هشاشة العظام التاريخ العائلي للمرض : فإذا وجد المرض في الأقربين فإن الإنسان يتعرض أكثر من غيره للإصابة به، والتدخين، والكحول، وضعف اللياقة البدنية وقلة التمارين الرياضية وخاصة الهرولة و الجري وحمل الأثقال، وضعف القوام ونحافة الجسم، وسوء التغذية ونقص العناصر المعدنية في الغداء كالكالسيوم والفوسفور، والفيتامينات، وكثرة تناول المشروبات الغازية لافتاً النظر إلى أنه هنالك دراسة حديثة أظهرت أن النساء اللاتي يكثرن من تلك المشروبات يصبن اكثر بهشاشة العظام ودلك للدور السلبي لحمض الفوسوفوريك الموجود فيها على عملية بناء العظام، والإصابة بأمراض مزمنة مثل نقص الغدة الدرقية، وأدوية مثل مشتقات الستيرويد ( مثل الكورتيزون ) التي توصف لعلاج أمراض مزمنة كالتهاب المفاصل و أمراض الحساسية كالربو حين تستخدم لفترات طويلة - فوق ستة أشهر.
      
وعن أنواع الهشاشة ذكر الدكتور توفيق خوجة بأن التهشش نتيجة الشيخوخة يصيب الرجال والنساء، وهناك أنواع غير معروفة السبب والتي تصيب سن الشباب، وهناك تهشش ثانوي. ويضيف " الرفاهية التي نعيشها أحدأسباب المرض، استخدام المصعد والسيارة والجلوس على الكراسي المريحة، نقص النشاطالبدني، كل ذلك يؤدي إلى هشاشة العظام، والطعام أيضا أحد الأسباب، لذا يجب أن يكونالطعام متكاملاً، ويحتوي على كالسيوم وهو موجود في منتجات الألبان والبيض وفيتاميند، ويجب التعرض للشمس، فنحن نتعرض كثيرا للتكييف، لأن الأشعة الفوق البنفسجية التيتسقط على دهون الجلد تنشط فيتامين د وتقوي العظام وترسب الكالسيوم" مشيرا إلى أن السجائر والكحوليات من عوامل الإصابة، لأنها تسهل حدوث التهشش. وللوقاية يقولالدكتور خوجة يجب تجنب الأسباب التي تؤدي إلى الهشاشة، بالحركة والتعرض للشمسباستمرار، وأن يكون الطعام متكاملا يحتوي على كالسيوم وفيتامين د، والذين يستخدمونالكورتيزون يجب أن يتناولوا موانع للتهشش، ومنع التدخين والكحوليات، والذين يعانونمن مشاكل الكلى يتناولون كالسيوم وفيتانين د لتعويض العجز، وبعد انقطاع الدورة يمكنأن تتناول السيدة هرمونات إضافية كالإستروجين، وهناك أدوية تساعد على عدم التهشش.
 
وعن الوضع على مستوى دول مجلس التعاون بين الدكتور خوجة إلى أن هشاشةالعظام بدأت تزيد فيمجتمعاتنا الخليجية بشكل كبير مشيراً إلى التقرير الصادر مع بداية هذا العام 2006موالذي استعرض نتائج دراسة أعدتها مجلة «نيو انجلند» الطبية التي أوضحت أن نسبة إصابةالنساء ممن تقل أعمارهن عن 80 عاماً بهشاشةالعظامتزيد على 25% في منطقةالخليج ويضيف التقرير أن نسبة الإصابة بهشاشةالعظامتزيد عن مثيلاتها لدىالرجال في نفس المرحلة العمرية بثلاثة أضعاف.
 
ويلعب الغذاء دورا كبيرا في الحد من مشاكلهشاشةالعظامحيث لا بد للمرأة التيترغب في المحافظة على قوةالعظامالحرص على تناول مصادرالكالسيوم بشكل جيد مثل الحليب ومنتجاته مثل الزبادي وينصح بأن يكون قليلا أو منزوعالدسم حيث انه يحتوي على أكبر نسبة من الكالسيوم، كما أظهرت دراسة حديثة تعتبر الأولى من نوعها في مملكة البحرين، أجراها مركز البحرين للدراسات والبحوث حول عوامل الخطر الناجمة عن الإصابة بهشاشة العظام عند البالغين في البحرين أن 62% فقط من عينة الدراسة قد سمعوا بمرض هشاشة العظام، وأن 23% لا يعرفون بالضبط ما هي هشاشة العظام ولا الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
 
وأوضحت الدراسة أن أهم عوامل خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام تكمن في قلة ممارسة الرياضة وقلة تناول الحليب ومنتجاته وشرب كميات كبيرة من القهوة وارتفاع نسبة التدخين بخاصة عند الرجال والاعتقادات الغذائية والصحية الخاطئة المتعلقة بالإصابة بهذا المرض.   وقد اعتمدت الدراسة على مقابلة البالغين المترددين على المراكز الصحية وسؤالهم عن معلوماتهم واعتقادهم حول عوامل الخطر المرتبطة بهشاشة العظام وبلغ حجم العينة 322 شخصاً تتراوح أعمارهم من 20 إلى 60 سنة. وقام بإعداد الدراسة الدكتور عبدالرحمن مصيقر مساعد الأمين العام للدراسات العلمية في مركز البحرين للدراسات والبحوث.
 
وتبيّن من الدراسة أن 32% فقط ممن سمعوا عن مرض هشاشة العظام هم الذين عرّفوا هذا المرض تعريفا صحيحا، أما الباقي فإنهم خلطوا بين لين العظام وهشاشة العظام، أو أنهم لم يعرفوا بالضبط ما هو هذا المرض مما يوضح أن هناك نقصاً ملحوظاً حول التوعية الصحية بهشاشة العظام. و يعتقد 26% من البالغين بأنهم عرضة لهشاشة العظام وكانت النسبة أعلى عند النساء (33%) مقارنة بالرجال (22%) أما الباقي فإنهم لا يعتقدون أو لا يعرفون بأنهم سوف يكونون عرضة لهذا المرض.
 
والغريب أن 13% من البالغين يعتقدون أن الأطفال هم عرضة بالإصابة بهشاشة العظام وهذا خلط بين لين العظام الذي يصيب الأطفال عادة وهشاشة العظام الذي يصيب كبار السن ولكن أفادت 60% من النساء و 51% من الرجال بأن كبار السن هم الأكثر عرضة لهذا المرض.
 
ويعتقد 10% من البالغين أن هذا المرض يصيب النساء فقط وهذا اعتقاد خاطئ لأن مرض هشاشة العظام يصيب الجنسين ولكنه أكثر حدوثاً عند النساء وأفاد 73% من أفراد عينة البحث أن هذا المرض يصيب الجنسين.
 
وسعت الدراسة إلى التعرف على نمط تناول بعض الأغذية التي تؤثر سلباً أو إيجابا في بناء العظام، وتبين أن 30% من البالغين يتناولون الحليب بشكل يومي وأن 20% لا يتناولون الحليب على الإطلاق. والمعروف أن الحليب ومنتجات الألبان من أفضل مصادر الكالسيوم المهم لبناء العظام.    
 
أما الخضروات الورقية والتي تحتوي كذلك على نسبة جيدة من الكالسيوم فقد أفاد 41% من البالغين بأنهم يتناولونها يومياً. وبالنسبة لتناول القهوة الغنية بمادة الكافئين الذي قد يؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم فقد وجد أن 20% من الذكور و 65% من الإناث يتناولون القهوة يومياً.
 
ويعتبر التدخين من العوامل المؤثرة في حدوث هشاشة العظام وأفادت نتائج الدراسة أن 31% من الرجال و 7% من النساء يدخنون إما السجائر أو الشيشة وتبين أن 28% من البالغين يعيشون في بيئة منزلية فيها مدخنين وهذا يعرضهم للتدخين السلبي الذي يعتبره كذلك عاملاً خطراً للعديد من الأمراض المزمنة.
 
ومن عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بهشاشة العظام قلة ممارسة الرياضة وقد تبين أن 31% فقط من البالغين يمارسون الرياضة في أغلب الأوقات وكانت النسبة أعلى عند الرجال 37% مقارنة بالنساء 20%.
 
وعندما سُئِلَ أفراد العينة عما إذا أصيبوا بكسور سابقة وجد أن 24% من الرجال و 10% من النساء قد أصيبوا بكسور. وترجع أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالكسور عند الرجال إلى تعرضهم لحوادث العمل و انخراطهم في نشاطات قد تساهم في حدوث الكسور لديهم. وبالرغم من ذلك فإن هذه النسب تثير القلق وقد أوضحت الدراسة أن هناك العديد من المعتقدات الخاطئة عند المجتمع البحريني و المتعلقة بالإصابة بهشاشة العظام.
 
وقد أوصت الدراسة بزيادة تفعيل نشاطات جمعية هشاشة العظام البحرينية وزيادة التوعية الصحية لعوامل الخطر المؤدية لهشاشة العظام في المدارس والجامعات والأندية ومن خلال وسائل الإعلام وإجراء دراسات متعمقة حول العوامل الرئيسية المرتبطة بالإصابة بهذا المرض، واستطرد الدكتور توفيق خوجة بأن هناك دراسة صحية سعودية قد حذرت النساء في عمر الـ 50 وما فوق، من تفشي خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي وصل إلى مراحل متقدمة في بعض المناطق السعودية كالرياض والشرقية، وأن نحو 20 في المائة من الحالات للوفاة خلال السنة الأولى ممن يتعرضن للإصابة بكسور في عنق الفخذ بسبب المضاعفات جراء الكسر، مضيفاً أن المملكة العربية السعودية لها تاريخ طويل مع المرض انعكس على أدبيات الحياة العامة، حتى أن أكثر العوارض التي يعبّر عنها كبار السن بشكل عاطفي لأبنائهم هي معاناتهم مع الأمراض الناشئة عن هشاشة العظام، وهي الصورة التي باتت مألوفة في أوساط السعوديين نتيجة قلة الوعي بممارسة الرياضة، لذا فإن المحافظة على العظام تشمل التغذية السليمة والتعرض لأشعة الشمس والرياضة والابتعاد عن التدخين، وأن المرأة التي تفقد هورمون الاستروجين المسؤول عن الصفات الأنثوية لدى المرأة، يعمل على دور الحامي للعظام وبفقده تنشط الخلايا المدمرة والآكلة للعظام وتفقد المرأة تدريجيا كتلة عظامها فتتحول العظام من عظام قوية وصلبة إلى عظام هشة كالاسفنج.
 
ويعزو الباحثون أسباب انتشار هشاشة العظام إلى أن متوسط الأعمار قد زاد بين البشر ليصل إلى حوالي 78 سنة في النساء في العالم بعد أن كان 40 سنة في الأربعينات من القرن الماضي، أي أن المرأة تعيش الآن حوالي نصف عمرها بعد انقطاع الطمث وهو السبب الرئيسي وليس الوحيد لحدوث هشاشة العظام، كما أن الطابع العصري وتوفر وسائل الترفيه، قلل معدلات الحركة والمشي إلى أدنى معدلاتها، إضافة إلى بعض العادات السلبية مثل التدخين وتناول الكحوليات.
 
وعلى الصعيد التسويقي على مستوى دول مجلس التعاون أوضح الدكتور خوجة إلى أنه برزت إعلانات الأدوية والمنتجات الطبية التي تساعد على محاربة عوامل الشيخوخة وتقدم السن كأكثر الأنماط التجارية ربحية قياسا بأعداد الذين يعانون من أمراض هشاشة العظام في المجتمعات النفطية.غير أن انتشار الثقافة الغربية في الأكل لدى المراهقين وصغار السن، وتوجه المجتمع الخليجي ذكورا وإناثا للوجبات السريعة كحل غذائي ينسجم وطبيعة حياتهم، واعتبار الأكل السريع ثقافة جديدة يتعاطاها الخليجيون بشكل كبير، ساهم في توسيع المشكلة على الجانب المستقبلي، حيث تعتبر الفترة العمرية حتى 30 عاما، هي فترة البناء التي يعول عليها في السنين التي تبدأ أمراض هشاشة العظام تتربص بالإنسان.
يشار إلى أن هشاشة العظام تحتل المرتبة الثانية عالمياً في قائمة المشاكل الصحية، تصيب نحو 200 مليون امرأة في مختلف أنحاء العالم· ويساهم هذا المرض سنوياً في إصابة 1.5 مليون رجل وامرأة بكسور في العظام، بما في ذلك 300 ألف كسر في عظام الحوض.
 
وفي ختام حديثه حول هذا الموضوع توجه الدكتور توفيق بن أحمد خوجة بالدعاء لله عزوجل لجميع القائمين على هذه الحملة الوطنية بالتوفيق والسداد معرباً عن وافر شكره وتقديره لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع على رعايته لهذه الحملة الرائدة.



آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:16 م
عدد القراءات :