صحة المرأة

الغدة الدرقية والحمل

​​الغدة الدرقية:

واحدة من أهم الغدد في مجموعة الغدد الصماء، وهي عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة تقع أمام القصبة الهوائية، تُخزِّن وتفرز هرمون الغدة الدرقية (T4)، وثلاثي يودوثيرونين (T3)، يمكن أن تتسبب بعض الاضطرابات في إفراز الكثير من الغدة الدرقية "فرط نشاط الغدة الدرقية"، أو إفراز القليل "قصور الغدة الدرقية"، وتشمل النساء المعرضات لخطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المصابات باضطراب في المناعة الذاتية (مثل: داء السكري).

دور هرمونات الغدة الدرقية في الحمل:
تعتبر هرمونات الغدة الدرقية ضرورية للتطور الطبيعي لمخ الجنين وجهازه العصبي، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يعتمد الجنين على هرمون الغدة الدرقية الذي ينتقل له من الأم عبر المشيمة، وفي حوالي 12 أسبوعًا، تبدأ الغدة الدرقية للجنين بالعمل من تلقاء نفسها لكنها لا تنتج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية حتى يُتِمَّ 18 إلى 20 أسبوعًا من الحمل.

قصور الغدة الدرقية:
يحدث عندما لا تُنتِج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية للحفاظ على التمثيل الغذائي الطبيعي في الجسم؛ وذلك بسبب اضطراب يعرف باسم التهاب الغدة الدرقية، يُعرف النوع الأكثر شيوعًا من التهاب الغدة الدرقية بمرض "هاشيموتو" وهو مرض مناعي ينتج فيه الجسم أجسامًا مضادةً لمهاجمة الغدة الدرقية؛ مما ينتج عنه تضخم الغدة الدرقية.

أعراض قصور الغدة الدرقية:
أعراض قصور الغدة الدرقية تتطور بشكل بطيء حيث تشمل: 
  • التعب أو الضعف.
  • زيادة الوزن.
  • قلة الشهية.
  • تغيير في فترات الحيض.
  • فقدان الدافع الجنسي.
  • الشعور بالبرد.
  • الإمساك.
  • آلام العضلات.
  • انتفاخ حول العينين.
  • ضعف الأظافر وهشاشتها.
  • تساقط شعر.
تأثير قصور الغدة الدرقية على الأم والطفل:
يمكن أن يؤدي عدم علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل إلى:
  • تسمم الحمل (ارتفاع خطير في ضغط الدم في أواخر الحمل).
  • فقر الدم.
  • الإجهاض.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • ولادة جنين ميت.
  • فشل القلب (نادر الحدوث).
تحدث هذه المشاكل في أغلب الأحيان مع قصور الغدة الدرقية الشديد، ونظرًا لأن هرمونات الغدة الدرقية مهمة جدًّا لنمو مخ الجنين وجهازه العصبي؛ فإن عدم العلاج -خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل- يمكن أن يتسبب في انخفاض معدل الذكاء ومشاكل في النمو الطبيعي.

علاج قصور الغدة الدرقية:
في معظم الحالات، تُعالَج بالأدوية التي تحتوي على هرمون الغدة الدرقية، حيث تُزادُ جرعة الدواء ببطء حتى تصل إلى المستوى الطبيعي لهرمون الغدة الدرقية في الدم، وإذا كانت الأم قد شُخِّصَت بقصور الغدة الدرقية قبل الحمل فقد تحتاج إلى زيادة جرعة الأدوية بعد الحمل بتعديلها مع الطبيب المختص.

فرط نشاط الغدة الدرقية:
ينتج عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من هرمون الغدة الدرقية، وهذا يؤدي هذا إلى تسريع عملية الأيض، ويحدث بسبب اضطراب يعرف باسم مرض "جريفز" غالبًا ما يصيب النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 سنة، وغالبًا ما تكون العلامة المتأخرة له هي جحوظ العين، كما قد ينتج فرط نشاط الغدة الدرقية أيضًا عن الأدوية، حيث يمكن أن يؤدي تناول الكثير من هرمون الغدة الدرقية أثناء العلاج من قصور الغدة الدرقية إلى ظهور أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية. 

أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية:
تشمل الأعراضُ الشائعة لفرط نشاط الغدة الدرقية:
  • إعياء ورعشة.
  • فقدان الوزن.
  • العصبية.
  • ضربات قلب سريعة.
  • زيادة التعرق.
  • الشعور بالحرارة.
  • التغييرات في فترات الحيض.
تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الحمل:
يمكن أن يؤدي عدم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل إلى:
  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • تسمم الحمل (ارتفاع خطير في ضغط الدم في أواخر الحمل).
  • تفاقم مفاجئ وشديد لأعراض الغدة الدرقية.
  • فشل القلب الاحتقاني.
يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية عند الطفل إلى:
  • سرعة دقات القلب؛ مما قد يؤدي إلى قصور القلب.
  • الإغلاق المبكر للبقعة اللينة في جمجمة الجنين.
  • التهيج.
في بعض الأحيان يمكن للغدة الدرقية المتضخمة أن تضغط على القصبة الهوائية للطفل؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.

علاج فرط نشاط الغدة الدرقية:
يمكن استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية لتقليل كمية هرمون الغدة الدرقية التي يصنعها الجسم، كما يمكن للأدوية التي تسمى حاصرات بيتا التحكم في ضربات القلب السريعة، لكن إذا لم تساعد هذه الأدوية فقد يكون العلاج بجرعات عالية من اليود المشع؛ لتدمير أجزاء من الغدة الدرقية، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة الغدة الدرقية.

علاج مرض الغدة الدرقية أثناء الحمل:
من المهم أخذُ العلاج أثناء الحمل، حيث يمكن أن يسبب مخاطر للحامل وجنينها عند عدم أخذ العلاج، كما يمكن لمعظم الحوامل المصابات بمرض الغدة الدرقية إنجاب أطفال أصحاء. يجب التوقف عن تناول دواء مضاد الغدة الدرقية والذهاب إلى الطبيب فورًا عند ملاحظة:
  • اصفرار البشرة أو بياض العين "اليرقان".
  • ألم خفيف بالبطن.
  • التهاب الحلق المستمر.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة:
قد لا تعاني المرأة من مشاكل في الغدة الدرقية أثناء الحمل، لكن يمكن أن تصاب بمشاكل بعد الولادة، وتسمى هذه الحالة "التهاب الغدة الدرقية" غالبًا ما تكون مشكلة قصيرة المدى وتعود مستويات الهرمون بسرعة إلى طبيعتها.
ينبغي على المصابات بأمراض الغدة الدرقية البدء بالعلاج قبل التخطيط للحمل، وفي حال الحمل يلزم المتابعة مع الطبيب في مراكز الرعاية الصحية الأولية؛ لتعديل الجرعات باستمرار على حسب نتائج التحاليل خلال فترات الحمل. 




آخر تعديل : 10 ذو القعدة 1444 هـ 11:46 ص
عدد القراءات :