صحة الطفل

إرشادات صحية للعودة الدراسية

لا تتضمن عملية تحضير الأطفال للعودة للمدرسة التسوقَ لشراء الأدوات المدرسية والملابس الجديدة فحسب، لكن تتضمن أيضًا الاعتناء بصحتهم واستعدادهم جسديًّا لبدء عامٍ دراسيٍّ جديدٍ صحيٍّ وسعيدٍ ومثمر بإذن الله؛ وذلك لأن صحة الطالب مرتبطة بتحصيله الأكاديمي، تُعَدُّ بداية العام الدراسي فرصة جيدة لتعزيز عادات صحية في وقت مبكر في حياة الطفل والاستمرار عليها طوال حياته.

للحصول على عامٍ دراسيٍّ مثمرٍ يحتاج الأطفال للبقاء بصحة جيدة، ولتحقيق ذلك ينبغي اتباع الإرشادات الآتية:
  1. تعويد الطفل على تناول الأكل الصحي، والحفاظ على النشاط البدني:
يقضي الأطفال الغالبية العظمى من يومهم في المدرسة، كما يستهلك معظمهم ما يقارب من نصف سعراتهم الحرارية هناك، وهذا يجعل المدرسة مكانًا رائعًا لتعلُّم وممارسة الأكل الصحي، ويكون اتباع نظام غذائي صحي بتناول الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب، ومنتجات الألبان، واللحوم الخالية من الدهون، إلى جانب الحد من الدهون المشبَّعة والسكريات المضافة والصوديوم، يمكن أن يساعد النشاط البدني في تقليل القلق، ويساعد في زيادة تركيز الطفل في المدرسة، لذا يوصى بحصول الطفل على 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يوميًّا ( مثل: المشي، والجري، وممارسة الرياضة) مقسَّمة على سائر اليوم قبل وأثناء وبعد المدرسة.
    2. تعليم الطفل العادات الصحية الجيدة:
يتعرض الأطفال أثناء اليوم الدراسي للعديد من الجراثيم التي من الممكن أن تكون منتشرة على الأسطح، والتي تنتقل للطفل عن طريق لمسها بالأيدي، ثم ملامسة وجهه أو عينه، أو نقلها للآخرين، لذلك يوصى باتباع الإرشادات الآتية لتجنب الإصابة بالأمراض ومنع انتشارها:
  • غسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون بصورة منتظمة ومتكررة؛ خاصةً قبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض، وبعد نفث الأنف (إخراج الهواء منه)، أو السعال أو العطس.
  • تجنب ملامسة العين والأنف والفم بأيدٍ ملوثة.
  • استخدام المنديل أو منحنى الكوع عند السعال أو العطاس.
  • تجنب الاتصال الوثيق مع الطلاب المرضى أو مشاركتهم الأدوات.
  • البقاء في المنزل عند المرض حتى تمام الشفاء.
  • تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها باستمرار.
   3. استكمال التطعيمات اللازمة للطفل طبقًا للمرحلة العمرية:
قبل بداية الدراسة يجب التأكد من استكمال الطفل للتطعيمات الأساسية والتطعيمات اللازمة طبقًا للمرحلة العمرية؛ والتي تساعد في حماية الطفل من الإصابة بأمراض شديدة العدوى (مثل: الحصبة، والسعال الديكي، وغيرها)، كما تحميهم اللقاحات الحديثة من بعض أنواع السرطانات (مثل: لقاح فيروس الورم الحليمي البشري).

   4. تعديل روتين النوم قبل بداية الدراسة:
من الأفضل البدء في تكييف ساعات النوم قبل بدء العام الدراسي مع جدول وقت المدرسة بوقت كافٍ؛ لمنع الآثار السلبية على صحة الطالب وسلوكه وأدائه المدرسي، وذلك بتعديل أوقات النوم للطالب، مع اتباع الروتين كل ليلة لينام ويستيقظ مبكرًا، مع الحرص على استيفاء الطفل لعدد الساعات الكافية لنومه طبقًا لعمره. يجب أن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 - 12 سنة من 9 إلى 12 ساعة من النوم في اليوم، والمراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 13 - 18 سنة من 8 إلى 10 ساعات من النوم في اليوم.
   5. الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية ووقت الشاشة:
يوصى بتحديد وقت الشاشة المرتبط بالترفيه؛ حيث ينبغي وضع الخطط والقواعد المتعلقة به أثناء العام الدراسي، والاتفاق مع الطالب عليها قبل بدء الدراسة، من المهم أيضًا الحد من استخدام الشاشات قبل النوم بـ30 إلى 60 دقيقة، حيث يمكن للشاشات أن تجعل النوم أكثر صعوبة.
    6. إنشاء روتين صباحي لوقت ما قبل المدرسة:
سيساعد إنشاء روتين صباحي للطالب على الاستعداد لليوم المقبل بطريقة منظمة وميسرة، يمكن أن يشمل:
  • الاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم.
  • تفريش الأسنان، ثم الوضوء والصلاة.
  • تناول وجبة فطور مغذية.
  • تجهيز اللوازم المدرسية وحقيبة الظهر في الليلة السابقة.
  • تمشيط الشعر وارتداء الزي المدرسي، والحرص على أن يكون مريحًا ومناسبًا للطقس.
  • تأكد من تحضير حقيبة الغذاء المدرسية، واحتوائها على العناصر الغذائية الصحية الكاملة.
حقيبة الطالب المدرسية:
  • اختيار حقيبة ظهر ذات أحزمة كتف عريضة مبطَّنة وظهر مبطن.
  • تنظيم حقيبة الظهر لاستخدام جميع الأجزاء بداخلها.
  • وضع الأدوات الثقيلة بالقرب من منتصف الظهر.
  • يجب ألا تَزِنَ حقيبة الظهر أكثر من 10٪ إلى 20٪ من وزن جسم الطفل.
  • تفقُّد الحقيبة مع الطفل أسبوعيًّا، وإزالة العناصر غير الضرورية لإبقائها خفيفة.
  • تذكير الطالب دائمًا باستخدام حزامي الكتف؛ حيث يمكن أن يؤدي حمل حقيبة الظهر على كتف واحد إلى إجهاد العضلات.
  • ضبط وضعية الحقيبة بحيث يكون الجزء السفلي لها عند خصر الطفل.
  • الأمراض المرتبطة بالحرارة أثناء اليوم الدراسي:
يبدأ العام الدراسي في فصل الصيف، ويتعرض الطلاب أثناء اللعب وممارسة الرياضة في المدرسة إلى ارتفاع درجة حرارة الطقس وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض المرتبطة بالحرارة (مثل: الجفاف، والإجهاد الحراري، والتشنجات الحرارية، وضربة الشمس)، لذا ينبغي الانتباه إلى علامات الإصابة بأمراض الحرارة، والتوجه لمقدِّم الرعاية الصحية على الفور إذا ظهر على الطفل أي من الأعراض التالية:
التعب الشديد (مثل: النعاس بشكل غير عادي أو صعوبة الاستيقاظ).
  • الحمى والصداع.
  • العطش الشديد.
  • عدم التبول لعدة ساعات.
  • الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
  • التنفس بشكل أسرع أو أعمق من المعتاد.
  • الشعور بخدر أو وخز في الجلد.
  • آلام أو تشنجات العضلات.
  • الشعور بالإغماء.
للوقاية من الأمراض المرتبطة بالحرارة أثناء المشاركة في الأنشطة الخارجية بالمدرسة:
  • حث الطالب على شرب الماء بصورة منتظمة طوال اليوم، وعدم الانتظار حتى الشعور بالعطس لشرب الماء.
  • يفضل شراء قارورة مياه مرقمة لمراقبة استهلاك الطفل يوميًّا.
  • ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة ومريحة وذات ألوان فاتحة.
  • عدم ترك الطفل وحده بالسيارة حتى لفترة قصيرة؛ لأنه يمكن أن يصبح الجزء الداخلي من السيارة ساخنًا بشكل خطير في فترة زمنية قصيرة حتى مع فتح النوافذ.
  • عند ملاحظة أعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة على الطفل يجب نقله لمكان بارد، وحثه على شرب الماء إذا كان واعيًا، وتبريد جسمه بالكمادات أو أخذ حمام بارد، ثم التوجه لأقرب رعاية طارئة.
تعزيز التواصل الجيد والثقة:
يبدأ بعضُ الطلاب المدرسةَ للمرة الأولى، والتي يمكن أن تكون وقتًا مخيفًا لكلٍّ من الآباء والأطفال؛ لذا من المهم بناء أساس قوي للتواصل والثقة مع الطالب، حتى يتمكن الجميع من الحصول على عام دراسي صحي وناجح وذلك من خلال:
  • المشاركة في تعليم الطالب؛ وذلك بحضور اجتماعات الآباء والمعلمين، لأنه بذلك يظهر له مدى اهتمامك بتعليمه، والرغبة في كونك جزءًا من نجاحه.
  • تخصيص مساحة هادئة له في المنزل، ووضع طاولة المذاكرة وكل أدواته بها؛ لمساعدته على التركيز.
  • الاتفاق مع الطالب على قواعد وقوانين اليوم الدراسي قبل الدراسة (مثل: تحديد وقت الأجهزة الإلكترونية، ووقت النوم، والمذاكرة).
  • إخبار الطفل بأنك دائمًا متاح له لتقديم الدعم والمساعدة، والاستماع لأي مخاوف أو مشكلات قد تواجهه.
  • عند وجود عدة طلاب في العائلة، فيمكن تخصيص وقتٍ منفصلٍ لكل واحد منهم على حدة؛ وذلك لتعزيز الثقة.
  • التحدث مع الطفل عن تجاربه في المدرسة، وما إن كان يواجه أيًّا من المشكلات (مثل: التعرض للتنمرـ أو أي شيء آخر يدعو للقلق).
  • مساعدته على فهم الطرق الصحيحة للتعامل مع الغضب والمشاجرات، والتوضيح أن العنف ليس حلًّا للمشكلات.
التخطيط للحالات الطبية الخاصة:
إذا كان الطفل يعاني من أي حالة طبية مزمنة أو خاصة، فيجب إخبار المدرسة بها قبل الدراسة خاصةً عند الانتقال إلى مدرسة جديدة، كما يجب إخبارهم بأي حالة طارئة قد يواجهها الطفل؛ لتيسير سرعة التعامل معه عند حدوثها وذلك (مثل: الحساسية المفرطة، أو الصرع، أو الإصابة بالسكري وغيرها).
آخر تعديل : 26 محرم 1445 هـ 01:01 م
عدد القراءات :