صحة الطفل

اضطراب طيف التوحد

​اضطراب طيف التوحد:

التوحُّد ليس مرضًا، فعند تشخيص الطفل بالتوحد فهذا يعني أن عقله يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين بحيث يؤثر على كيفية التفاعل مع الآخرين والتواصل الاجتماعي والسلوك، كما أن يكون له نقاط قوة وصعوبات مختلفة، وغالبًا لا يوجد في المظهر ما يميزهم عن الآخرين.

يشير مصطلح "الطيف" إلى مجموعة واسعة من الأعراض والسلوكيات التي قد يعاني منها الشخص؛ حيث يختلف التوحد باختلاف كل شخص مصاب به، على الرغم من أنه يمكن تشخيص التوحد في أي عمر إلا أن الأعراض تظهر بشكل عام في العامين الأولين من العمر، كما أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يكون قد اكتسب مهارات جديدة ويرتقون بمراحل التطور حتى عمر 18 إلى 24 شهرًا، ثم يتوقفون عن اكتساب مهارات جديدة أو يفقدون المهارات التي كانت لديهم من قبل.


عوامل الخطورة:

هناك العديد من العوامل المختلفة التي حُدِّدَت، بما في ذلك العوامل البيئية والبيولوجية والوراثية، حيث إن الأدلة المتاحة تشير إلى أن ما يلي قد يُعرِّض الأطفال لخطر أكبر للإصابة باضطراب طيف التوحد:

  • وجود شقيق مصاب باضطراب طيف التوحد.
  • الإصابة بحالات وراثية أو صبغية معينة (مثل متلازمة X الهشة أو التصلب الحدبي).
  • المعاناة من مضاعفات عند الولادة.
  • أن يكون مولودًا لأبوين أكبر سنًّا.

الأعراض:

من المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص غير المصابين باضطراب طيف التوحد قد يعانون أيضًا من بعض هذه الأعراض، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد تمثل هذه الخصائص تحديًا وتشمل:

مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي:

  • يتجنب الاتصالَ بالعين أو لا يحافظ عليه.
  • لا يستجيب عندما يناديه أحد باسمه بعمر 9 أشهر.
  • لا يُظهِر تعابير على الوجه (مثل: السعادة والحزن والغضب والمفاجأة) بعمر 9 أشهر.
  • قد لا ينظر إلى الأشياء أو الأحداث التي ينظر إليها الوالدان أو يشير إليها.
  • يستخدم القليلَ من الإيماءات أو لا يستخدمها على الإطلاق بحلول عمر 12 شهرًا (مثل: عدم التلويح بالوداع).
  • لا يشارك الاهتمامات مع الآخرين بعمر 15 شهرًا (مثل: أن يُظهِر شيئًا يحبه).
  • لا يشير إلى أن يظهر شيء مثيرٌ للاهتمام بعمر 18 شهرًا.
  • لا يلاحظ عندما يتأذى الآخرون أو ينزعجون بعمر 24 شهرًا.
  • لا يلاحظ الأطفالَ الآخرين أو ينضم إليهم في اللعب بعمر 36 شهرًا.
  • لا يتظاهر أثناء اللعب كأنه بطل خارق أو معلم أو غيره بعمر 48 شهرًا.
  • لا يغني أو يرقص بعمر 60 شهرًا.

السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة:

  • يُرتِّب الألعاب أو الأدوات وينزعج عند تغيير النظام.
  • يكرر الكلمات أو العبارات مرارًا وتكرارًا.
  • يلعب بالألعاب بنفس الطريقة في كل مرة.
  • يركز ويلعب على أجزاء من الأشياء (مثل: تدوير عجلات السيارة بدلًا من اللعب بالسيارة).
  • ينزعج من التغييرات البسيطة.
  • لديه اهتمامات مهووسة.
  • يحب الروتين والنظام، ولديه صعوبة في التغيير أو الانتقال من نشاط إلى آخر.
  • يرفرف الأيدي، أو المشي على أصابع القدم لفترة طويلة، أو يدور في دوائر.
  • قد يكون حساسًا للغاية أو غير حساس على الإطلاق للروائح والأصوات والأضواء والقوام واللمس.
  • قد يكون له استخدام غير عادي للرؤية أو التحديق - ينظر إلى الأشياء من زوايا غير عادية.

مميزات وخصائص أخرى:

  • المهارات اللغوية المتأخرة
  • مهارات الحركة المتأخرة
  • تأخُّر المهارات المعرفية أو التعليمية
  • السلوك المفرط والاندفاعي و/ أو الغافل
  • اضطراب الصرع أو النوبات
  • عادات الأكل والنوم غير المعتادة
  • مشاكل الجهاز الهضمي (مثل: الإمساك)
  • ردود أفعال مزاجية أو عاطفية غير طبيعية.
  • القلق أو التوتر أو القلق المفرط
  • عدم وجود خوف، أو خوف أكثر مما كان متوقعًا.

من المهم ملاحظة أن الأطفال المصابين قد لا يكون لديهم كل أو أي من السلوكيات المدرجة كأمثلة هنا.

المقارنة بين السلوك الطبيعي وسلوك طيف التوحد:

فيما يلي بعض الأمثلة التي قد تساعد أحد الوالدين على التمييز بين السلوك الطبيعي المناسب للعمر والعلامات المبكرة لاضطراب طيف التوحد:

​العمر​السلوك الطبيعي
​سلوك طيف التوحد

​12 شهرًا
​يدير الطفل رأسه إذا أشار أحد الوالدين لشيء معين، وينظر بعد ذلك إلى الوالد ويقلد تعبير وجهه عادة بابتسامة.​عند إجراء هذا السلوك مع الطفل المصاب بالتوحد فإنه يتجاهل سلوك الوالدين مما يجعلهم في قلق بشأن سمع الطفل.


​15شهرًا
​يمكن لمعظم الأطفال في هذا العمر الإشارة إلى الأشياء التي يحتاجون إليها بعيدًا عن متناولهم.
​أما الطفل المصاب بالتوحد بدلًا من ذلك يأخذ يد أحد الوالدين ويقود الوالد إلى هذا الشيء دون إجراء الكثير من التواصل البصري.
وفي بعض الأحيان قد يضع الطفل يد والديه على الشيء نفسه.


​18شهرًا
​يشير معظم الأطفال إلى الأشياء التي يجدونها ممتعة. سينظر الطفل بطريقة متكررة بين أحد الأشياء وأحد الوالدين للتأكد من أن الوالد ينظر معه إلى ما ينظر إليه ليشاركه اهتمامه بهذا الشيء.​في هذا العمر يشير الطفل المصاب بالتوحد للشيء لأنه يريده وليس لأنه يريد أن يشاركه والده الاهتمام بهذا الشيء.
​24 شهرًا​يجلب الطفل صورة يُظهِرُها لوالدته ويشاركها اللعب بها.
​قد يجلب الطفل على سبيل المثال زجاجة من
الفقاعات لفتحها، بدون النظر إلى وجه والدته.


التشخيص:

قد يكون تشخيص اضطراب طيف التوحد صعبًا نظرًا لعدم وجود اختبار طبي، مثل فحص الدم، حيث ينظر الطبيب إلى سلوك الطفل وتطوره لإجراء التشخيص، يمكن أحيانًا اكتشافه في عمر 18 شهرًا أو أقل، يُعَدُّ تشخيص الأطفال المصابين في أقرب وقت ممكن أمرًا مهمًّا للتأكد من حصولهم على الخدمات والدعم الذي يحتاجون إليه للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة والتي تشمل:

  • مراقبة النمو: وهي عملية نشطة ومستمرة لمراقبة نمو الطفل وتشجيع المحادثات بين الآباء ومقدمي الرعاية الصحية حول مهارات الطفل وقدراته. تتضمن مراقبة النمو مراقبة كيفية نمو الطفل والمهارات التي يصل إليها معظم الأطفال في سن معينة في اللعب والتعلم والتحدث والتصرف والتحرك.
  • فحص النمو: حيث يلقي مقدم الرعاية الصحية نظرةً فاحصةً على كيفية تطور الطفل بشكل منتظم من الزيارات.

العلاج:

تسعى العلاجات الحالية لاضطراب طيف التوحد إلى تقليل الأعراض التي تتداخل مع الأداء اليومي ونوعية الحياة، حيث يؤثر الاضطراب على كل شخص بشكل مختلف، مما يعني أن المصابين لديهم نقاط قوة وتحديات فريدة واحتياجات علاج مختلفة، وهناك أنواع عديدة من العلاجات المتاحة يمكن تقسيمها إلى فئات:

  • العلاج السلوكي: يركز على تغيير السلوكيات من خلال فهم ما يحدث قبل السلوك وبعده. حيث تُشجَّع السلوكيات المرغوبة وتُثبَّط السلوكيات غير المرغوب فيها لتحسين مجموعة متنوعة من المهارات مع متابعة التقدم وقياسه.
  • العلاج التنموي أو التطوري: يركز على تحسين مهاراتٍ تنمويةٍ محددة (مثل المهارات اللغوية أو المهارات البدنية أو مجموعة واسعة من القدرات التنموية المترابطة)، والأكثر شيوعًا هو علاج النطق واللغة، حيث يساعد على تحسين فهم الشخص واستخدامه للكلام واللغة.
  • العلاج التعليمي: تُقدَّم في بيئة الفصل الدراسي، حيث يوفر المعلم طُرُقًا لتعديل هيكل الفصل الدراسي، وتحسين النتائج الأكاديمية وغيرها (مثل: كتابة الروتين اليومي أو رسمه، ووضعه في الفصل أو استكمال التعليمات الشفهية بالتعليمات المرئية أو الإيضاحات الجسدية).
  • العلاقات الاجتماعية: تركز على تحسين المهارات الاجتماعية وبناء الروابط العاطفية.
  • الأدوية: لا توجد أدوية تعالج الأعراض الأساسية، لكن هناك بعض الأدوية تعالج الأعراض المصاحبة التي يمكن أن تساعدهم على أداء وظيفتهم بشكل أفضل (مثل: أن تساعد الأدوية في إدارة مستويات الطاقة العالية، أو عدم القدرة على التركيز، أو سلوك إيذاء النفس)، كما يمكن أن تساعد في إدارة الحالات النفسية (مثل: القلق أو الاكتئاب)، بالإضافة إلى الحالات الطبية (مثل: النوبات، أو مشاكل النوم، أو مشاكل المعدة، أو غيرها من مشاكل الجهاز الهضمي).
  • العلاج النفسي: يمكن أن تساعد في التعامل مع القلق والاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية الأخرى، حيث يعد العلاج السلوكي المعرفي هو أحد الأساليب النفسية التي تركز على تعلم الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، ويعمل المعالج والفرد معًا لتحديد الأهداف، ثم تغيير طريقة تفكير الشخص في الموقف لتغيير طريقة تفاعله مع الموقف.
  • التكميلية والبديلة: غالبًا ما تُستخدم لتكملة الأساليب التقليدية (مثل: نظام غذائي خاص، والعلاج بالحيوان، والعلاج بالفنون أو علاجات الاسترخاء)، يجب على الوالدين دائمًا التحدث إلى الطبيب قبل البدء في العلاج التكميلي والبديل.

إرشادات للوالدين:

  • التعرف على المحفزات التي تجعل الطفل يهرب منها أو لها (مثل: المياه، أو الحديقة، أو مسارات القطار، أو الابتعاد عن الضوضاء الصاخبة أو الأضواء الساطعة).
  • تأمين المنزل بغض النظر عن عمر الطفل، وذلك بغلق الأبواب التي تؤدي إلى الخارج.
  • تعليم الطفل إستراتيجيات تهدئة النفس عند الضغط عليه.
  • الحرص على أخذ الطفل قسطًا كافيًا من النوم، وإذا كان يعاني من مشاكل في النوم، فيجب التحدث إلى الطبيب.
  • يجب أن تكون حمامات السباحة المنزلية محاطة بسياج يمنع الطفل من الوصول إليها.
  • الإشراف العائلي للأطفال عند السباحة؛ حيث إن دروس السباحة ليست كافية لمنع الغرق.




آخر تعديل : 10 ربيع الأول 1445 هـ 02:31 م
عدد القراءات :