مدونة عام 2007

كلمة المانع في اليوم الوطني للمملكة
اليوم الوطني .. يوم عز وفخر
  
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
 
إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية منعطف مهم في تاريخ الوطن المعطاء ورمزاً يجسد الانتماء لمملكتنا الحبيبة ونموذجاً حياً للبذل والعطاء وهو اليوم الذي علت فيه كلمة الحق.. ويمثل هذا اليوم ذكرى عطرة يحتفل فيها المواطن السعودي بالنمو والتطور والازدهار لجميع مرافق الدولة بفضل الله ثم جهود مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز يرحمه الله وأبنائه البررة الميامين حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله الذين جعلوا الشريعة الإسلامية منهاجاً لهذه البلاد في جميع أمورها وسعوا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد ليعم بذلك الرخاء والرفاه في كافة أرجاء الوطن .. ومع ذكرى هذا اليوم يتجدد ولاء الشعب نحو قيادته ويزيد إرتباطه بالوطن العزيز.
 
إن الاحتفاء بتوحيد هذا الكيان الشامخ هو احتفاء يشعر معه المواطن بالفخر لهذا الانجاز الفريد الذي تحقق لذلك البطل المؤسس في معجزة وملحمة تاريخية قل أن تجد لها مثيل في تاريخ العالم الحديث حيث أصبح هذا الكيان كياناً ذا احترام وهيبة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
 
و أبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - استطاعوا مواصلة المسيرة بكل اقتدار ، وحولوا هذه الجزيرة إلى حضارة شامخة وأمناً قوياً ، وكرسوا جهدهم لخدمة الدين والمسلمين ، كما أكدوا بأن هذه اللحمة بين القيادة والشعب وهذا الحب الصادق والوقوف في وجه الأشرار لن يزيد هذه البلاد وأهلها إلا قوة وصلابة للحفاظ على عقيدتهم ووحدتهم وامن مواطنيهم والمقيمين على ارض المملكة.
 
وما تشهده المملكة من تطور ونماء يعبر بوضوح عن عظمة النهضة الحضارية التي تعيشها بلادنا الغالية في هذه الفترة المتميزة من تاريخها الحديث في كافة الميادين والمجالات ، فخطط التنمية ترسم وفق دراسات علمية دقيقة لبناء وطن يسوده   الرخاء ويظله الأمان هو بناء الإنسان ورعايته والعناية به ليؤدي دوره الحضاري المأمول من خلال امتلاكه أدوات ووسائل النمو والتطور لإعمار هذا الكون الذي استخلفه الله فيه .
 
وفي إطار ملحمة البناء والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في وطننا الغالي حظيت الخدمات الصحية كغيرها من الخدمات الحيوية والضرورية بكل رعاية واهتمام من ولاة الأمر يحفظهم الله .
 
نعم لقد تحقق بفضل من الله العلي القدير، ثم بفضل الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة البناء والتقدم التي تميز بها ولاة الأمرـ يحفظهم الله ـ الكثير من الإنجازات التي شملت كل أوجه التطوير والإصلاح في كافة الحقول الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. ويأتي في مقدمة هذه الإنجازات ما تحقق للوطن الغالي من شمولية الأمن ومد مظلة الرعاية الصحية وهما الشرطان الأساسيان لبناء وطن يتطلع إلى تبوء مكانة مرموقة له لترسيخ إسهامه الحضاري مستمداً دستوره ومنهاجه من كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. 
 
ولعل أوضح دليل على ما قطعته المملكة العربية السعودية من أشواط واسعة في رفع مستوى الخدمات الصحية كماً وكيفاً في كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية هو شهادة ذوي الشأن والخبرة على الصعيد الدولي حيث وضعت التقارير الدولية  وفي مقدمتها التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية المملكة في مصاف الدول المتقدمة من حيث المستوى المتقدم الذي وصلت إليه أنظمة الرعاية الطبية وأساليب تقديم الخدمات الصحية المعمول بها في البلاد على مستوى العالم العربي كما تدل الإحصائيات في هذا المجال دلالة واضحة على مقدار التطور الذي شهده قطاع الخدمات الصحية بكافة مستوياته حيث تحققت انجازات متميزة في كافة المنشآت الصحية مقارنة بالأرقام المتواضعة التي كانت عليها في بداية تأسيسها ، فلقد بلغ عدد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة (218) مستشفى بين  عام وتخصصي موزعة على كافة أنحاء المملكة بسعة سريرية تبلغ (30489) سريراً بينما بلغ عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية (1905) مركزاً صحياً حيث أصبحت هذه المستشفيات والمراكز تخدم الأحياء السكنية بالمدن والمحافظات والقرى والهجر وبطاقة طبية تبلغ (20219) طبيباً وبهيئة تمريض تصل إلى(42628) ممرضاً وممرضة .
 
وبطبيعة الحال لم يقتصر التطور الذي حدث في هذا القطاع الخدمي الحيوي على الجوانب الكمية وإنما شمل أيضاً الجوانب النوعية لتطبيق مفاهيم الجودة النوعية العالية واستقطاب الكفاءات الطبية المتخصصة وعلى رأسها أبناء هذا الوطن الغالي الذين شمروا عن سواعدهم وأسهموا بكل جدارة واستحقاق في دعم وتطوير الخدمات الصحية بجهودهم الخيرة وخبراتهم المتميزة مما أدى إلى ارتفاع الوعي الصحي لدى كافة شرائح المجتمع وفئاته من مواطنين ومقيمين وأسهم ذلك بدوره في زيادة متوسطات العمر وتقليل معدلات الوفيات إلى حدودها الدنيا كما انحسرت بشكل ملحوظ الأمراض الوبائية والمعدية .
 
ولم تقف عجلة التطور عند هذا الحد وإنما استفادت الشيء الكثير من توظيف أحدث ما توصل إليه العلم الحديث والتقنية الطبية المتقدمة سواء في مجال التجهيزات الطبية أو في الطرق المتبعة في تقديم الخدمات الصحية ، وتمثل ذلك في إنشاء العديد من المراكز الطبية المتطورة والمستشفيات التخصصية التي يندر وجود مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط ، كما تم تطبيق تقنية الطب الاتصالي والمعالجة الطبية عن بُعد .
 
ولتعزيز وتنظيم وتطوير الخدمات بحيث تشمل مظلتها المواطنين والمقيمين على حد سواء فقد تم تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني بحيث يشمل في مرحلته الحالية جميع المقيمين في المملكة من غير السعوديين على أن يطبق في مرحلة لاحقة على المواطنين السعوديين أيضاً بعد ثبوت نجاح التجربة التي ستكون مبنية على دراسة مستفيضة ستجريها وزارة الصحة من واقع التطبيق العملي لهذا النظام والتي ستتضح خلالها ايجابيات نظام الضمان الصحي التعاوني وسلبياته - إن وجدت - ومدى صلاحية التوسع في تطبيقه على المواطنين مستقبلاً - بحول الله وقوته - حيث من المتوقع أن يسهم تطبيق هذا النظام بفعالية في تخفيف الضغط على المنشآت الحكومية كما يتيح الفرصة أيضاً للمنشآت الصحية التابعة للقطاع الخاص لتقديم خدماتها الطبية للمساهمة مع القطاع العام في تقديم الخدمات الطبية تحت مظلة الضمان الصحي التعاوني .
 
وختاماً نهنئ أنفسنا بيومنا الوطني ونمد أيدينا مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكافة إخوانه الكرام على الحب والنقاء والطهر والبناء والمزيد من الإخلاص والولاء بمناسبة هذا اليوم المبارك.
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:08 م
عدد القراءات :