مدونة عام 2007

الطفل العربي .. استثمار أمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
إن الاهتمام المتزايد الذي أبداه أصحاب المعالي وزراء الصحة العرب في الآونة الأخيرة تجاه تعزيز الاهتمام بصحة الطفل العربي من خلال تنظيم مؤتمر صحة الطفل العربي والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 6-8 صفر 1428هـ ، يمثل في تقديري قاعدة لإطلاق مجموعة من البرامج والمشروعات الصحية والوقائية الموجهة للأطفال العرب بما يضمن حصولهم على أعلى معدلات الرعاية الصحية والعلاجية والغذائية أسوة بما يناله نظراؤهم من أطفال الدول المتقدمة .
 
وهذا المؤتمر الذي حظى برعاية كريمة ودعم غير محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – سبقته تحضيرات مكثفة على مدى السنوات الماضية رعاها مجلس وزراء الصحة العرب واحتضنتها جامعة الدول العربية ونهضت لها بكل كفاءة واقتدار عدد من الإدارات والجهات ذات العلاقة من أبرزها إدارة الأسرة والطفولة التابعة لجمعة الدول العربية والتي بادرت بطرح فكرة المؤتمر الذي اختير له      شعار ( صحة الطفل .. استثمار أمة ) وهو الشعار الذي بدأ حاضراً في مخيلة المؤتمر منذ ميلاد فكرته والذي تلتمس من خلاله الوصول إلى بناء أفضل الأساس التي تحقق أعلى المعدلات الاستثمارية .. فالطفولة هي اليوم نصف حاضرنا العربي لكنها غداً تمثل كل المستقبل والمجلس الوزاري           سيكون حريصاً وجاداً من خلال هذا المؤتمر على ضمان سلامة مستقبل الطفولة العربية .
 
صحيح أن الأرقام والإحصاءات من واقع صحة الطفل العربي تشير إلى تباينات وربما اختلالات بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية نظراً لتباين المستوى الاقتصادي ومقدار ما يتم تخصيصه من ميزانيات لقطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية ، وللأسرة والطفولة على وجه الخصوص والانعكاسات السلبية التي تسببها تلك الاختلالات على الوضع الصحي عموماً ومستوى الرعاية الموجهة للأطفال في الدول العربية بيد أن هذا المؤتمر سينصرف بالأساس إلى الاهتمام بشكل أساسي ببناء منظومة صحية عربية متكاملة يشرف عليها مجلس وزراء الصحة العرب والجامعة العربية وستحظى بأكبر قدر من الاهتمام لضمان تنفيذ مكوناتها والتي ستهتم في المحصلة النهائية بمعالجة تلك الاختلالات والوصول بمستوى الرعاية الصحية للطفل العربي إلى معدلات تماثل تلك التي تضعها منظمة الصحة العالمية والتي تحققها مجتمعات متطورة وخصوصاً في مجال تطبيق التحصينات ضد الأمراض الشائعة وخفض معدلات الوفاة بين الأطفال وزيادة معدلات الالتحاق بمؤسسات التعليم بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق مزيد من النهوض الجمعي بالطفولة على مستوى كافة الدول العربية .
 
إن أمام هذا المؤتمر فرصة سانحة للمضي قدماً في تأكيد مساعيه الحميدة نحو رفع الاهتمام بصحة الطفل العربي إلى أعلى مستوى ممكن لدى كافة المجتمعات العربية .. آملين أن يحظى الطفل العربي باهتمام أكبر من كافة المؤسسات والهيئات في كافة أرجاء وطننا العربي الكبير في كافة المجالات صحياً وتعليمياً وإعلامياً وثقافياً واجتماعياً وأن يكون على رأس اهتماماتنا جميعاً ومنطلقنا لاستراتيجياتنا وخططنا المستقبلية بحول الله وقوته .
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:08 م
عدد القراءات :