مدونة عام 2006

مـشــروبـات الطــاقـــة و علاقتها بالنشاط و الحيوية
ظهرت مشروبات الطاقة على مستوى العالم منذ ثماني سنوات وبمعدل نمو سنوى ملحوظ وقد ذكر أن قسم مبيعات المشروبات الغازيه غير الكحولية ( منها مشروبات الطاقة )  قد زاد في بريطانيا حتى إنه في سنة 2000 م وحدها زادت المبيعات 17٪  وفي أسواق المملكة بدأت هذه المشروبات في الظهور بعد موافقة الجهات الرسمية عليها .
 
ومشروبات الطاقة Energy drinks  هي أسم تجاري يطلق على مشروبات غازية أضيف لها مواد منبهه مثل الكافيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة (  بإضافة خلاصة نباتية مثل الجورانا Guarana  الأساس فيها الكافيين والثيوفللين  Thiophillineوالثيوبرومين Thiopromine )  ،  كما يضاف إلى هذه المشروبات جذور نبات الجنسنج  Ginsengوالتورين بالإضافة إلى بعض الفيتامينات وبعض الأملاح المعدنية وبعض المواد الأخرى .
والناظر إلى تسمية مشروبات الطاقة والحيوية يعتقد أنها تحتوى على طاقة حرارية كبيرة High energy أكبر من المشروبات الغازية التي تنتمي إليها ولكن التسمية جاءت لتأثير محتواها من المواد المنبهة للجهاز العصبي والدوري بالمواد مثل الكافيين والتورين وغيرها من المنبهات حسب نوعها .
 
ولتوضيح محتوى الطاقة بالمقارنة بالمشروبات الغازية التي نعرفها فإن محتوى السكريات في مشروب ما منها على سبيل المثال هو 107جم/ لتر من المشروب وهو مشابه لمحتوى السكريات في الكوكا كولا التي تحتوى على 105جم/ لتر والفانتا التي تحتوى على 108جم/ لتر وحتى الآن لم يوافق الأتحاد الأوربي على مشروبات الطاقة كإصطلاح غذائي لأن تأثيرها مقصود به الطاقة المنبهة من الكافيين -  التورين -  الجنسنج وغيرها من المواد الأخرى وليس من السعرات الحرارية كما هو متعارف عليه غذائيا .
 
وتشير المواصفة السعودية رقم 99/1978م -  والقياسية الخليجية رقم 18/ 1984م الخاصة بالمشروبات الغازية غير الكحولية أن إستهلاك الفرد البالغ من الكافيين يجب ألا يتعدى 200 جزء في المليون أي 50 ملجم / العبوة يتراوح مقدار الكافيين في مشروبات الطاقة بين 110-  350 ملجم/ لتر ( أي 27-  78.5 ملجم/ لعبوة 250 مـل )  بينما يقدر الكافيين في المشروبات الغازية مثل الكوكا كولا -  البيبسي وغيرها بين 33-  127 ملجم/ لتر ( 8 -  32 ملجم لعبوة 250 مل)  وتشير المواصفة البريطانية إلى أن المشروبات التي يزيد تركيز الكافيين فيها على 127 ملجم/ لتر يجب أن يكتب على بطاقتها محتواها من الكافيين وباقي المنبهات وأنها لا تصلح لإستهلاك الأطفال والأشخاص المصابون بحساسية من الكافيين .
أما فيما يخص الحوامل فإن الزيادة في الكافيين عن 200 ملجم/ اليوم تكون مضرة للأم الحامل وجنينها حيث يؤدي ذلك إلى عيوب خلقية في قلب الجنين وزيادة الأحتمال في الأجهاض .
 
وفي الأطفال فإن تناول الكافيين بتركيزات عاليه يؤدي إلى تغيرات سلوكية مثل القلق -  عدم التركيز -  حدة الطبع -  والأطفال غير المتعـودين على تناول الكافـيين يمكـن أن يسـبب لهم إضطراب التناسق بين العــين والـيدpoor hand and eye co ordination  كما يمكن أن يحدث إسهال وخفقان في القلب .
 
معروف أن مادة الكافيين مادة منبهة للجهاز العصبي والدوري وأنها تحسن القدرة على التركيز وأداء النشاط الجسماني بالجرعات المحددة لكل فئة عمرية وعند زيادة كمية الكافيين عن ذلك تحدث زيادة في ضربات القلب وزيادة في ضغط الدم.  أما في بعض الأشخاص فإن الزيادة قد تسبب لهم القلق -  قلة النوم -  الصداع – حرقانبالمعدة وتقلصات بها -  وخفقان بالقلب .
 
أحد مشروبات الطاقة إضيف اليه مادة التورين وكتب على بطاقة المشروب ( مع التورين )  والتورين هو حمض أميني أساسي للأطفال ويضاف إلى أغذية الأطفال الحليبية المصنعة وهو يتكون في الجسم كناتج أيضي من الحمض الأميني سستين Cysteine  في الكبد والتورين موجود في أطعمة البحر واللحوم وبمراجعة المشروبات النمساوية الموجودة في الأسواق وجد أن مستوى التورين بين 300-  4000 ملجم/ لتر ويدخل التورين في عدد من العمليات الفسيولوجيه في الجسم تشمل عنصر الكالسيوم والنقل العصبي وتنظيم محتوى غشاء الخلية من السوائل وإنتاجها ولم يعرف حتى الآن تأثير الكميات العالية من التورين على هذه الوظائف ، كما أوصي بعض أعضاء الأتحاد الأوربي بالحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة الحد الأعلى الآمن لهذه المشروبات والمواد التي بها مثل التورين ومادة الجلكورونولكتون    Glucuronolaconeإضافة الجنسنج إلى بعض المشروبات الغازية وهو مادة عشبية معروفة في دول شرق آسيا يقال أنه يساعد الجسم لتحمل الأجهاد ويزيد من مناعة الجسم وحيويته ،  بعض الدراسات الأوربية أقترحت أن الجنسنج يحسن كفاءة العمل الجسدي وذلك عكس الدراسات الأمريكية وما ينصح به عند إستعمال مادة الجنسنج لمرضى إرتفاع ضغط الدم هو تجنب هذه المشروبات لأنها تزيد من إرتفاع الضغط .
 
أظهرت مشروبات الطاقة التي تحتوى على الكافيين -  التورين – الجلوكرونولكتون -  أنها تساعد على الآداء الجسدي في الرياضيين وأنها  تنبه الاداء الإدراكي على سبيل المثال في السائقين الذين يميلون إلى النعاس وأن الكافيين ينبه الجهاز العصبي المركزي وبالتالي يحسن القدرة على التركيز والأداء العضلي وذلك في تركيز 2 -  5 ملجم/ كجم من وزن الجسم ولكن تأُثير التورين والجلوكرونولكتون على الأداء الجسدي والعقلي لم يتحدد بعد.  وقد أظهرت بعض الدراسات أن مشروبات الطاقة التي تحتوى على التورين والجلوكرونولكتون كل على حدة له تأثير إيجابي على الاستجابة الهرمونية للرياضيين مؤدية إلى أداءوظيفي أكبر من تأثير الكافيين عليهم ومع هذا فإن إجتماع المادتين معاً لم يتم التحقق منه .
 
يتضح من هذه المعلومات السريعة:
 
أن مشروبات الطاقة بها مواد منبهة وأنها لا تزيد الطاقة الحرارية للجسم بل الطاقة المنبهة من خلال الكافيين والتورين والجنسنج وغيرها من المنبهات وبالتالي يجب أن يتم تناولها بأعتدال ودون إسراف وعند الضرورة والأفضل تناول المشروبات الطبيعية التي تفيد الجسم مثل عصائر الفواكة الطازجة وتناول غذاء متوازن فإن ذلك هو الطريقة الصحيحة لنشاط الجسم وطاقته .
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:07 م
عدد القراءات :