مدونة عام 2006

دور أخصائي التغذية العلاجية
يعتبر الغذاء من أهم الوسائل العلاجية في كثير من الأمراض مثل داء السكري و الفشل الكلوي و أمراض خلل التمثيل الغذائي (Inborn error of metabolism) وأمراض عدم تحمل بعض العناصر الغذائية .و هذا يتطلب أخصائي تغذية علاجية مؤهلاً علمياً ليقوم بترجمة الحمية الغذائية التي يصفها الطبيب المعالج لأطعمة تناسب المريض و موزعة على عدد من الوجبات حسب حالة المريض.  لذا يجب مشاركة أخصائي التغذية عند وصف العلاج الغذائي. ولرفع كفاءة  أخصائي التغذية يجب تنظيم
 
الدورات التدريبية في مجال التغذية العلاجية وحضور المحاضرات واللقاءات العلمية. ولضمان  جودة أداء  أخصائي التغذية يجب تحديد معيار لقبول المؤهلين علمياً لهذه المهنة كما هو معمول به في غالبية الدول خاصة لمهن الكوادر الصحية- أخصائي التغذية المسجل-  Registered Dietician (RD) وتحديد الوصف الوظيفي لأخصائي التغذية العلاجية أو مهامه  .
 
مهام أخصائي التغذية العلاجية هي:
 
التعاون مع العاملين في الحقل الصحي  سواء بالمستشفى أو العيادة أو المركز الصحي في علاج المرضى  وتشخيص بعض الحالات (حساسية الطعام).
إعداد الوجبات الخاصة أو الأنظمة المختلفة حسب نوع و عمر ووزن المريض .
متابعة الخدمات الغذائية التي تقدم للمرضى خاصة الأغذية الخاصة .
توعية المجتمع لمكافحة الأمراض ذات العلاقة بالتغذية مثل السمنة وداء السكري والذبحة الصدرية.
 
علاقة العمل بين الأطباء وأخصائي التغذية :
 
لكل من الطبيب و أخصائي التغذية دور في معالجة المريض  بحيث يكون الطبيب (الإستشاري) هو قائد الفريق الطبي لمعالجة المريض والذي يشمل الأطباء المساعدين، الممرضات وأخصائي التغذية  والعاملين في المختبرات و فني الأشعة وغيرهم ولكل منهم دور محدد مناط به لذا يجب أن يكون هنالك تعاون بين أفراد الفريق الطبي و وصف وظيفي متكامل و محدد لكل مهنة. وبمشاركة من أخصائيي التغذية عند وصفة الحمية الغذائية ومتابعة أخر المستجدات العلمية والبحثية في مجال التغذية الأكلينيكية أو العلاجية .
 
أهمية  الحمية الغذائية:
 
تمثل الحمية الغذائية العمود الفقري لعلاج الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السمنة و داء السكري و إرتفاع معدل الكوليسترول بالدم و إرتفاع ضغط الدم  و أمراض خلل التمثيل الغذائي مثل عدم تحمل اللاكتوز والأمراض التي تحتاج لتغذية أنبوبية لذا يجب تكامل الرؤى والاستراتيجيات بين الطبيب المعالج و أخصائي التغذية  لتفادي الإزدواجية في العمل  وغالباً يكون دور الطبيب التوعية وتحديد كمية المغذيات حسب الحالة الصحية للمريض بما فيها نتائج الفحوصات المخبرية وعلى ضوئها يقوم أخصائي التغذية بتعديل الحمية الغذائية لتناسب حالة المريض بالتنسيق مع الطبيب المعالج. وهنالك أمراض أخرى مثل الحميات و الإلتهابات  و الأمراض النفسية يكون دور الطبيب هو الأهم إذ أن الحمية الغذائية في غالبية هذه الحالات لا تحتاج لتغيير مستمر في نوعية وكمية الغذاء المتناول.
 
تحديد نوعية الحمية الغذائية و متابعتها :
 
يجب تناولها ووضع البرنامج الغذائي الملائم ومتابعته مع المريض و أغلب هذه الأمراض (أمراض خلل التمثيل الغذائي) لا تحتاج لأدوية.
 
أن الأطباء المتخصصين في مجال التغذية العلاجية أكثر دراية من الأطباء الآخرين وذلك لمعرفتهم  بفسيولوجيا وتشريح الجسم بما أن الطبيب هو المسئول عن تشخيص و علاج الحالات المرضية فهو الذي يحدد نوعية و كمية العناصر الغذائية بما فيها السعرات الحرارية التي يجب إعطائها للمريض مثلاً غذاء قليل السعرات الحرارية، محدد البروتين أو قليل الصوديوم  ويكون دور أخصائي التغذية هو ترجمة هذه الوصفة لأطعمة غذائية معروفة للمريض ويوزعها في عدد من الوجبات حسب حالة المريض ونوع المرض فمثلاً  مريض داء السكري قد يحتاج لستة وجبات في اليوم ثلاثة وجبات أساسية وثلاثة  وجبات خفيفة ويستطيع أخصائي التغذية العلاجية توزيع وجدولة هذه الوجبات بصورة متوازنة.
 
كما أن لأخصائي التغذية دور مهم جداً في تحديد نوعية الحميات المناسبة لأغلب أمراض خلل التمثيل الغذائي مثل حمية خالية من الجلوتين لمرضى عدم تحمل الجلوتين  أو حمية خالية من اللاكتوز لمرضى عدم تحمل اللاكتوز فالعلاج يعتمد على تناول أطعمة خالية من أحد هذه العناصر الغذائية. ودور الطبيب هنا التشخيص بينما على أخصائي التغذية مناقشة المريض وأسرته في نوعية الأطعمة التي وعلم الأمراض المتعلق بالتغذية ولهم القدرة على تشخيص الحالات المرضية وهم أكثر تأهلاً لوصف الحمية الغذائية لمعرفتهم بكيفية تقييم الحالة الصحية والغذائية و مكونات الأطعمة المتوفرة في الأسواق وبدائل الأطعمة حسب المجموعات الغذائية الرئيسية. كما أن العلماء الذين تخصصوا في علم تغذية الإنسان لهم دور أساسي وحيوي في مجال التغذية العلاجية.
 
الدور التنسيقي بين الطبيب المعالج وأخصائي التغذية :-
 
أن الطبيب هو المسؤول الأول عن تشخيص حالة المريض وعلاجها وأخصائي التغذية يؤدي الدور المكمل للطبيب والتنسيق ضروري بينهما حفاظاً على صحة المريض لأن التغذية جزء لا يتجزء من علاج المريض وتوجد فئة من الأطباء لا تعيير  إهتماماً كبيراً لدور أخصائي التغذية العلاجية رغم دوره الحيوي في وقاية وعلاج المريض. والطريقة المثلى أن يقوم الأطباء وأخصائي التغذية بمناقشة الحالة المريضة وتحديد الحميات الغذائية الملائمة للمريض للوصول إلى الهدف المنشود بتحسن حالته الصحية.
 
مقترحات لرفع كفاءة ودور أخصائيي  التغذية العلاجية:
توحيد وتحديد الوصف الوظيفي لأخصائي التغذية العلاجية .
إقامة دورات تدريبية في مجال التغذية العلاجية وحضور المحاضرات و اللقاءات العلمية.
تحديد معيار لقبول المؤهلين علمياً لوظيفة أخصائي التغذية كما معمول به في غالبية الدول خاصة لمهن الكوادر الصحية.
 
و خلاصة هذا الموضوع نذكر أن الطبيب هو المسئول الأول عن تشخيص حالة المريض و علاجها وبما أن الحمية الغذائية  تلعب دوراً أساسياً في سير العلاج فإن تعاون الطبيب و تفهمه لدور أخصائيي التغذية مهم في وضع وبرمجة وتنفيذ الحمية الغذائية حسب رؤيته للحالة الصحية للمريض و إحتياجه لبعض العناصر الغذائية إستناداً على التاريخ الطبي والغذائي والكشف الطبي و القياسات الجسمية والنتائج المخبرية. 
آخر تعديل : 19 جمادى الثانية 1436 هـ 03:07 م
عدد القراءات :